المشاكل المستمرة بين الزوجين وأثرها على علاقتها

0 367

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج منذ 6 سنوات، ولا بد أن يقع خصام كل أسبوع على أشياء بسيطة مما يؤدي إلى نفوري منها -أي زوجتي-، وكذلك هي الأخرى تعمل نفس الشيء لدرجة أني في بعض الأحيان أفكر في ضربها، وهذا ما لم يقع خلال الفترة التي مرت.

وأما عن السبب فهو أني كنت جالسا يوما في دار أهلها، وكنا مجتمعين أنا وهي وأخواتها الاثنتين، وكنت أنظر إلى إحداهن، فقالت في وجهي: إلى ماذا تنظر؟ مما جعلني أغضب وأخرج في تلك الساعة دون أن أظهر لهم ذلك. فما العمل يا إخواني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلن يضرب الخيار كما قال رسولنا المختار عليه صلاة الواحد القهار، وليس الضرب من هدى نبينا الذي ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما إلا أن يقاتل فيضرب الكفار، ومرحبا في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الهداية والاستقرار، وعجبا لمن يضرب زوجته ثم يضاجعها آخر النهار.

وأرجو أن تعلم أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال لزوجته: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك؛ وإلا لم نصطحب)، فلن تستقيم الحياة إلا بالتنازلات والصفح عن الزلات، وفهم النفسيات وتجنب المعاصي والمنكرات، وغض البصر عن أخواتها وسائر البنات، ومراقبة رب الأرض والسماوات، ونظر الأزواج إلى النساء يغضب الزوجات، كما أن الفضليات قاصرات الطرف من الله دوما خائفات.

ولا يخفى عليك أن كثرة المشاكل تجلب النفور إذا لم نحسن التعامل معها للوصول إلى حلول ناجعة لأن تراكم المشاكل وإن كانت صغيرة يهدد الحياة الزوجية بالانفجار، ومن هنا فنحن ننصحكم بما يلي:

1- اللجوء إلى من بيده الخير.

2- تجنب المعاصي والذنوب، وكان السلف يقولون: ما حدث خلاف بين زوجين أو صديقين إلا بذنب أحدثه أحدهما.

3- تجنب الكلمات والمواقف التي تغضب الشريك.

4- احترام مشاعر الطرف الآخر خاصة أمام الآخرين.

5- غض البصر وتلمس جوانب الجمال في الشريك.

6- حصر المشاكل في غرفة النوم، وتجنب إخراجها للناس وشعور الأطفال بها.

7- اختيار الأوقات المناسبة، وانتقاء الألفاظ الجميلة عند المناقشة.

8-عدم طلب الكمال فكلنا ذوو خطأ، وقد خاطب الله الرجال فقال: ((وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا))[النساء:19]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

9- تذكر الإيجابيات وتكبيرها وإظهارها، وإخفاء وستر السلبيات.

10- الاشتراك في بعض الطاعات كالتلاوة والنوافل.

11- الرضا بقضاء الله وقدره، والنظر إلى من هم أسفل في أمور الدنيا.

وأرجو أن أقول لك: لقد أخطأت بنظرك، وأخطأت زوجتك في أسلوبها، والمطلوب هو طي تلك الصفحة والاستفادة مما حصل، فللمشاكل فوائد إذا أحسنا التعامل معها، ويكفى أن يدرك كل طرف الخطوط الحمراء في تعامله، ونتمنى أن يغير كل منكما طريقته في التعامل، وأن يحرص كل منكما على الصفح والتغافل، فقد (قيل للإمام أحمد: العافية عشر درجات، تسعة منها في التغافل، فقال الإمام: بل كلها في التغافل)، وقال سفيان: (لا زال التغافل من خلق الكرام)، وأما التحقيق والتدقيق والمحاسبة فليس مكانه الحياة الزوجية، ولا يصلح في التعاملات البشرية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات