السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي صديقة تقدم لها عريس عمره 31 عاما، ولكن شكله يعطي أكثر من ذلك على حد قولها 45 عاما، وإمكانياته المادية بسيطة تقريبا، وهي الآن مترددة من هذا الأمر، مع العلم أنه صاحب دين وخلق، وخائفة أن لا تستطيع أن تتقبل شكله في المستقبل إن شاء الله، وأن تأثم إذا رفضته.
فهل فعلا إذا رفضت هذا الشخص لهذا السبب عليها إثم؟
أرجو النصيحة أثابكم الله، وجزاكم عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن من حق الفتاة أن ترفض من تشاء دون أسباب، ولكن ليس من حقها أن تشيع عنه السوء أو تعلن السلبيات، فشريعتنا دعوة لاحترام المشاعر، وصيانة الحرمات، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن يرفعك عالي الدرجات، وأن ينفع بك بلاده وعباده بعد نفع الآباء والأمهات.
وإذا كان الرجل صاحب دين فنحن نتمنى أن تتريثي قبل إعلان الرفض، وصلي صلاة الاستخارة وشاوري من حضرك من أهل الخير والنضج والدراية، ثم توكلي على من بيده التوفيق والهداية.
وأرجو أن تعلمي أن رأي أهلك غاية في الأهمية، ولكن الأمر بيدك وحدك لأنك صاحبة المصلحة في الأمر أولا وأخيرا، فاحتكمي إلى العقل لا إلى العاطفة، واعلمي أن أهل الإيمان يقدمون الدين والأخلاق لأنهم يدركون أن الدين وحسن الخلق هما الأساس والمعيار في القبول والرفض، وما عداهما من الصفات فهي أمور فرعية كالجمال والمال والحسب والنسب، ورغم ذلك لها اعتبارها، ولكنه اعتبار ثانوي، والأمر في الأخير راجع لك في اتخاذ القرار، وحسبنا بيان هذه المعايير لتتضح الصورة، وتعلم الأسباب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ))[الطلاق:4].
وبالتقوى يبصر الإنسان وجه الصواب، قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ))[الأنفال:29] نورا تميزون به بين الحق والباطل.
ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكما به.
وبالله التوفيق والسداد!