وسائل الحد من انتشار البهاق وكيفية التخلص منه

0 1044

السؤال

السلام عليكم

منذ حوالي ثلاث سنوات ظهر في جلدي بقع بيضاء في أطراف أصابع يدي، وتبين بعد الفحوصات أنه مرض البرص، فهل هناك علاج يحد منه؟ وهل يمكن الشفاء منه؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الوصف يبدو لي والله أعلم أن ما تشتكي منه هو البهاق وليس البرص، فهناك فرق بين البهاق والبرص، فالبرص بياض كامل الجسم بما في ذلك العين والشعر، والبهاق هو مرض طارئ يصيب بعض أجزاء الجلد أو الشعر بالبياض، وغالبا ما يكون متطورا ولأسبابه نظريات سنوردها لاحقا، واسمه بالإنكليزي للبحث عنه-Vitiligo-.

إذن البهاق مرض جلدي وراثي مناعي، يتظاهر على الجلد على شكل بقع بيضاء ناصعة، وهو مرض غير معد، أي لا ينتقل بالتلامس.

أما أسباب البهاق فهي غير معروفة، ولكن هناك نظريات أو فرضيات، النظرية العصبية وذلك لوجود البهاق على توزع الأعصاب، والنظرية الوراثية وذلك لوجود 30 % من الحالات بشكل عائلي، ونظرية التخريب الذاتي، أي أن الخلية الملونة للجلد تخرب نفسها بنفسها، ونظرية المناعة الذاتية وهي أن يهاجم الجسم الخلايا الملونة ويعتبرها غريبة، مثل حالات الرفض المناعي بعد زراعة الأعضاء، وذلك لتصاحب البهاق ببعض الأمراض المناعية مثل مرض الغدة الدرقية والسكري وغيرها، ونظرية الغذاء وذلك بسبب نقص الفيتامينات مثل ب 12 والفوليك أسيد.

وقد ورد كلام كثير في علاج البهاق مثل:

1- الهدف من العلاج هو اجتماعي تجميلي وليس ضرورة طبية، إلا إذا كان على الأماكن المكشوفة، والمريض يعمل متعرضا للشمس لفترات النهار الطويلة.

2- العامل النفسي وتأثيره على المرض يجب ألا يهمل

3- عند أصحاب البشرة شديدة البياض قد لا يظهر المرض، وعندها ننصح المريض بتجنب التعرض للشمس؛ حتى يخف اسمرار الجلد المكتسب، فلا تستطيع العين التمييز بين اللونين، وهذا ما يتبع في البلاد الأوربية نظرا لقرب لون المرض من لون الجلد الطبيعي.

4- عند وجود بقع صغيرة على المواضع المكشوفة من الجلد ينصح باستعمال الكريمات الملونة للبشرة، والتي يوجد منها في الأسواق التخصصية ما يناسب لون البشرات المتفاوت، وهذا يعطي نتيجة جمالية فورية ولكنه ليس علاجا، كما أنه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم، مثل الكوفر مارك والدرم بليند.

5- بعض الحالات الموضعية تحتاج وتستجيب للمراهم الكورتيزونية الموضعية أو الحقن الموضعي تحت إشراف طبيب، وقد تستطلب الكورتيزونات الفموية أو عن طريق الحقن في بعض البروتوكولات الخاصة وفق استطبابات خاصة.

6- أما العلاج بالمحسسات الضيائية الموضعية أو الجهازية - وهذا يحتاج إلى إشراف طبيب - فهي شديدة الفاعلية، ولكن لها مضاعفات كالحرق إن لم تستعمل بخبرة كافية من الطبيب المعالج، أو باتباع صحيح للتعليمات من قبل المريض الذي يتعالج، كما وأنه من الضروري لبس النظارة الواقية من الأشعة فوق البنفسجية 100% لكل من الزمرة (ا) و(ب) لمدة 24 ساعة بعد الجلسة؛ وذلك لاحتمال بقاء الدواء في العين لمدة 24 ساعة على شكل مذاب، ولكنه لو تعرض لأشعة الشمس المباشرة أو الأشعة فوق البنفسجية لترسب خلال سنوات، وقد يؤدي على المدى البعيد إلى تشكل الساد أو الكاتاراكت، ولكن العلاج الأحدث هو الليزو من نوع إيكسايمر أو التيرالايت إن كانت المناطق المصابة محدودة ومحصورة، وهناك النارو باند 311 التي هي متوفرة ورخيصة، ولا تحتاج إلى حبوب قبلها، وهي بالتدريج تأخذ مكان الأشعة التي تحتاج حبوب.

7- العلاج الجراحي وله أشكال عديدة، كالطعوم الذاتية الصغيرة، وزراعة الخلايا الملونة وحقنها، والطعوم الجلدية على شكل شرائح تؤخذ من المناطق المستورة في نفس المريض إلى الأماكن المكشوفة، وتحتاج مراكز خاصة وتسهيلات جراحية تجميلية وتترك للحالات المستقرة والموضعة المحدودة.

8- بعض المرضى قد يستفيد على الفيتامينات إن كان عنده نقص، خاصة ب12، وحمض الفوليك، وكذلك فيتامين (ث).

9- علاج بعض الاضطرابات الهرمونية خاصة الدرق.

10- في حال فشل كل ما سبق، وانتشار المرض إلى درجة أن أغلب الجلد أصبح أبيضا، عندها يستعمل التبييض، ولكنه عملية غير عكوسية، أي تخرب الخلايا الملونة للجلد إلى غير رجعة، ولا ينصح باستعمال هذه الطريقة في المناطق الاستوائية؛ لأن اللون يحمي المريض من الأشعة الشمسية الحارقة لأصحاب البشرة البيضاء، ولا تستعمل هذه الطريقة إلا تحت إشراف طبي، وعلى مسئولية الطبيب المعالج.

وختاما: علينا أن لا ننسى الرضا بالقدر والدعاء والصبر والتوكل على الله، فهو أول وآخر الأدوية، والله هو الشافي (وإذا مرضت فهو يشفين)، وعلينا أن نجمل في طلب التحسن، وأن يكون ذهابنا إلى الطبيب هو من باب الأخذ بالأسباب وليس من باب الواجب الأكيد الذي يعاقب تاركه.

نسأل الله لك الشفاء ولكل مرضى المسلمين.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات