رفض الطفل البقاء في روضة الأطفال

0 441

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طفلي عنيد جدا وعمره ثلاث سنوات ونصف، ويأخذ رعاية كبيرة وحنانا كبيرا من كل من حوله نتيجة لبعد أبيه عنه من الصغر، ولكننا في نفس الوقت لا نتهاون في أي خطأ سواء بضربه ضربا خفيفا على اليد أو الحزم في الكلام، ولكني قررت إدخاله حضانة بها ألعاب وتعليم لكي يعتاد على دخول المدرسة العام القادم بعد 6 شهور، ولكي يجد من في مثل عمره ليتعامل معهم، ولكنه لا يحب المدرسة ويبكي كثيرا وازداد عنفا على الرغم من أنه في الحضانة لا يبكي ويستجيب للمدرسة لحد ما.

هل أخطأت في إدخاله المدرسة في هذا السن؟ وماذا أفعل كى يحب الحضانة؟!

وجزاكم الله كل خير على مجهودكم الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wumdetaml حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الطفل إذا نقل من محيطه الذي كان يحس فيه بالطمأنينة والأمان إلى محيط جديد يظهر ذلك دائما بالاحتجاج والرفض، ويكون احتجاجه بوسائل مثل الصراخ والبكاء أو التبول على نفسه وغيرها من الوسائل الاحتجاجية، وهذه الوسائل معروفة جدا لدى الأطفال.

أنت بإدخال طفلك الروضة قد قمت بشيء جيد وصحيح، ولكن الشيء المطلوب هو أن يكون التعامل معه في الروضة بما يتناسب مع عمره، فقد تكون الروضة أفضل للطفل الذي يبلغ أقل من ثلاث سنوات أو أربع سنوات، ولكن لا بأس أيضا أن تكون ببلوغ الطفل ثلاث سنوات بشرط أن يكون كل ما يتعلمه الطفل قائما على الألعاب والتمازج مع الأطفال الذين في عمره، وبالتأكيد فإن المرشدة والمربية التي تشرف عليه لابد أن تكون لها دور في ذلك.

إذن؛ فلابد أن يكون ما يقدم له في الروضة يناسب مرحلته العمرية، وألا يدفع للاختلاط مع من هم أكبر منه عمرا بفوارق كثيرة.

كما أفضل بأن تجلسي معه بعض الوقت في الروضة، فاجلسي مع المرشدة والمربية بحيث لا تنفردي بطفلك لوحدكما لمدة عشرة دقائق أو ربع ساعة، فكوني أنت جالسة مع المرشدة وقومي بدور المرشدة في أثناء وجوده في الروضة، فهذا أيضا يعطيه نوعا من الطمأنينة وقبول الروضة، وحين يرجع من الروضة يجب أن تسأليه بلغة تناسب عمره ومشاعره عن الأشياء التي رآها وشاهدها اليوم في الروضة، ويمكن أن تلعبي معه أيضا بأن يكرر لك نفس الأشياء التي شاهدها هنالك ... وهكذا.

إذن؛ يمكن أن ينقل هذه النقلة ويكون هنالك نوع من الربط ما بين حياته في المنزل ووقته في الروضة، فهذا بالطبع سوف يعود عليه الكثير بالخير إن شاء الله.

أما بالنسبة للعنف لدى الأطفال فهو وسيلة أيضا من وسائل الاحتجاج، وأرجو أن تتجاهلي هذه التصرفات وهذا العنف، وأرجو أن أؤكد لك أنه يجب التجاهل التام لهذا العنف، وحين يكون طبعه عنيفا في شيء ما بجانب التجاهل يمكن أن يلفت انتباهه ويوجه نشاطه نحو شيء آخر، فقولي له مثلا: اذهب وأحضر هذه اللعبة؛ أي لعبة يحبها .. إذن؛ يكون المبدأ الأساسي هو التجاهل وعدم الانتقاد الشديد، وهي في الحقيقة (هذا العنف) مجرد فترة احتجاج سوف تنتهي وتتقلص بعد أن يندمج ويحب الروضة، وكما ذكرت لك أن مع التجاهل سوف يكون أمره طيب جدا.

أما بالنسبة لابتعاد والده فقد يكون هذا ظرفا وقتيا، وأنت مدركة تماما للتربية المتوازنة التي يجب ألا يكون فيها بالطبع الشدة الشديدة معه، ويجب في نفس الوقت ألا يكون هنالك نوع من التهاون، وحاولي أن تبني شخصيته بأن يقوم بالأشياء البسيطة نحو نفسه كأن يعرف أن ينظف أسنانه، ويا حبذا لو بدأ في ترتيب ملابسه وغرفته بالرغم من أنه صغير؛ ولكن هذه الأشياء حقيقة تساعد الطفل كثيرا في أن تبني شخصيته وأن تجعله أكثر اعتمادا على نفسه، وألا يلتصق بك أكثر مما يجب.

أنا مطمئن تماما أن هذه ظاهرة معتادة جدا ونشاهدها كثيرا عند الأطفال، وسوف تختفي هذه الظاهرة منه بإذن الله تعالى، وعلى العكس تماما يجب ألا تنزعجي كثيرا لأن الطفل الذي يستكين ويستسلم ويقبل بأي نوع من التغيرات التي تحدث له في حياته دون إبداء أي لون من الاحتجاج هو أيضا طفل في نظرنا؛ فربما مشاكله المعرفية والتربوية أكبر من الطفل الذي يحتج، ومهما كان الاحتجاج عنيفا وبصوت مرتفع فهو أفضل من السكوت والاستسلام للتغيرات التي تحدث في حياة الطفل.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات