السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي بدأت منذ أكثر من سنتين، حيث أنه من طبيعة عملي أن أشرح للعمال قبل البدء في العمل، وفي يوم من الأيام دخل علي المدير العام كي يستمع لما أقول، فجأة وجدت نفسي لا أستطيع الكلام، وبدأ قلبي ينبض بسرعة، وتصببت عرقا، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني من هذه المشكلة.
ذهبت إلى الطبيب فوصف لي Faverin 50 ملجم مرتين في اليوم، فأريد أن أستفسر عن مدى تأثير هذا الدواء في علاج حالتي؟ وهل هو كاف لعلاجي؟ وما هو الوقت المناسب لأخذ هذا الدواء؟ حيث أنني أحس بتثاؤب كثير بعد أن أتناول الدواء، وهل له آثار جانبية؟ وما هي؟
أجيبوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا نوع من الرهاب الاجتماعي اللحظي البسيط، فهو ليس رهابا عاما، هو رهاب اجتماعي في موقف معين، وهي ربما أن تكون أحسست بنوع من الرهبة من المسئول.
قبل أن أتحدث عن الدواء لابد أن أؤكد لك أن هذه الحالة بسيطة، وأنه يجب أن تقوم بنوع من التغيير الوجداني الداخلي في تفكيرك كأن تقول مع نفسك: أنا الحمد لله خصني الله لأن أشرح للناس وأشرح للعمال وهذا دليل على جدارتي ومقدرتي، يجب أن تتأكد من ذلك، وفي نفس الوقت يجب أن تفكر وتتأمل أن المدير أو غيره هم بشر، بنفس مستواك، يجب أن تتفكر وتتأمل في إنسانية الشخص الذي حدث لك الرهاب في مواجهته، هو بشر هو إنسان بالطبع يأكل كما نأكل ويشرب كما نشرب ويذهب إلى الحمام وخلافه.
أنا لابد أن أقول لك هذه الأشياء التي في ظاهرها بسيطة وبدائية، ولكنها هي حقائق مهمة جدا، يجب أن ننزل الشخص الذي أحسست بالرهاب في وجوده إلى الوضع الإنساني البيولوجي العادي جدا.
ثانيا: عليك أن تتصور أن كل العمال الذين تقوم بالشرح لهم هم من المدراء والمسئولين، وطلب منك أن تقدم محاضرة كبيرة في الشركة، وقد طلب منك في يوم من الأيام أن تقدم مشروعا معينا وما هي مقترحاتك؟ عش هذه الخيالات الفعالة؟ هذه الخيالات علاجية جيدة وممتازة جدا.
التجربة التي مررت بها أرجو ألا تتناولها تناولا سلبيا، أرجو أن تفكر مع نفسك وتقول هذا الذي حدث لي هو فوق إرادتي، ولكنه أمر مجرد قلق ورهاب وخوف وقتي ولن يتكرر لي بعد ذلك مرة أخرى.
أرجو أن تمر دائما أمام مكتب المدير وتتصور أنك داخل عليه وتتصور أنك ستواجهه وتصور أنك سوف تقدم له مشروع أو مناقشة حول العمل، هذه أمور ممتازة ومهمة جدا.
عليك أيضا بالإكثار من المشاركة في المناسبات الاجتماعية والمواجهة، وعليك حين تواجه الناس أن ترفع رأسك وأن تنظر إليهم في وجوههم، وتكون دائما أنت البادئ للكلام كالتحية والشروع في أي نوع من النقاشات والحوارات التي تكون مفيدة.
عليك أيضا بالمحافظة على الصلاة في المسجد مع الجماعة في الصفوف الأولى، فهذه كلها تقوي من الوجدان الاجتماعي الداخلي للإنسان، وكذلك ممارسة الرياضة وجد أنها فعالة جدا مثل الرياضة الجماعية ككرة القدم وخلافه.
بالنسبة للدواء يعتبر الفافرين من الأدوية الجيدة، ولكنه لا يعتبر العلاج الأمثل لعلاج المخاوف الاجتماعية، لابد أن أكون أمينا مع في ذلك يا أخي، ولكن مادمت قد بدأت في تناوله يمكن أن تعطيه فرصة، ولكن الجرعة المطلوبة في حالتك هي 200 مليجرام؛ لأن 100 مليجرام لا تكفي أبدا لعلاج المخاوف، ولأن هنالك دراسات تشير أن جرعة 200 مليجرام ربما تكون مفيدة، فأرجو أن تتناولها ليلا كجرعة واحدة ولا مانع في ذلك، وتناولها مبكرا في المساء حتى لا تشعر بالتثاؤب ولا تشعر بالاسترخاء الزائد في الصباح.
بعد أسبوعين أو ثلاثة إذا لم تشعر بالتحسن أو لم تتحمل هذه الجرعة فهنا يجب أن توقف الفافرين، ولا مانع أن توقفه مرة واحدة، بشرط أن تبدأ في تناول الدواء البديل، والدواء البديل هو العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، الذي يعتبر هو الأفضل، أو العقار الذي يعرف باسم زولفت ويسمى أيضا لسترال.
حتى لا تختلط عليك الأمور أنا أفضل الزيروكسات، وجرعته بعد أن توقف الفافرين 200 مليجرام، خذ جرعة نصف حبة (10 مليجرام) من الزيروكسات، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة (20 مليجرام)، وفي نظري سوف تكون جرعة كافية جدا بالنسبة لك؛ لأن نوع الخوف الذي تعاني منه - إن شاء الله - هو بسيط جدا ولحظي وظرفي، وباتباعك الإرشادات النفسية السابقة يمكن أن تتحسن كثيرا.
المدة المطلوبة للعلاج: إذا كان الفافرين أو الزيروكسات يجب ألا تقل عن ستة أشهر فعند تناولك للفافرين لمدة ستة أشهر، وحين تريد أن تتوقف عنه فلا توقفه فجأة، بل من الأفضل أن تخفض جرعته بمعدل 50 مليجرام كل أسبوع.
كذلك الزيروكسات خفض جرعته بمعدل نصف حبة لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك تتناول نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عنه كلية، وبالطبع لست محتاجا لأن تتناول الفافرين والزيروكسات في نفس الوقت.
بالنسبة للآثار الجانبية للفافرين هو أنه قد يسبب سوء هضم بسيط في الأيام الأولى، وربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وربما يؤدي إلى شعور بالفتور أو الكسل ولكن هذا يتلاشى مع الاستمرار في العلاج، ويتميز بأنه لا يسبب أي أعراض جنسية سلبية، كما أنه لا يزيد الوزن كثيرا.
الزيروكسات يسبب أيضا عسرا بسيطا في الهضم في الأيام الأولى، وهنالك قلة قليلة جدا من الرجال يشعرون بعدم الرغبة في المعاشرة الزوجية، ولكن هذا الأمر بصراحة فيه الكثير من المبالغة، كما أنه نشاهده أكثر مع الجرعات العالية مثل أربعين أو ستين مليجرام في اليوم، وربما يؤدي زيادة بسيطة في الوزن لدى بعض الناس، وأيضا لابد أن يسحب بالتدرج بنفس الطريقة التي ذكرتها لك وذلك حتى لا تكون هنالك أي آثار سلبية.
أتمنى أن تطبق الإرشاد السابق وتتناول الدواء بالصورة التي وصفت لك وأنا على ثقة كاملة - إن شاء الله - أن حالتك سوف تتحسن وسوف تكون في صحة كاملة.
وبالله التوفيق والسداد.