قلق وخوف ووسواس لا إرادي

0 429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني ما يقارب ثلاث سنوات من قلق وخوف ووسواس لا إرادي ويأتيني الوسواس فجأة، وكذلك أحس أني لا أتنفس طبيعيا، وكذلك عند الدخول في الظلام يأتيني كتمة وضيق وكذلك يمر اليوم بسرعة، وهروبا من ذلك أشغل نفسي بالنوم، وكذلك يأتيني تردد عند السفر، وتأتيني رعشة عند بداية الدخول في النوم وعند السفر، لابد من أخذ أحد معي.

صرف لي الطبيب النفسي بروزاك حبتين ظهرا ومساء، وزيبركسا نصف حبة ظهرا لمدة أسبوعين ثم حبتين ظهرا ومساء، وأنافرانييل 25 مل أربع حبات، بدأت التدريج وتحسنت حالتي مع العلاج من خوف وقلق وبقي الوسواس والتردد عند السفر، والضيق عند الدخول في الظلام، وأنا ما زلت أستخدم الأدوية المذكورة بدرجة عالية.

أرجو هل هذه الأدوية هي المطابقة لحالتي؟ أو هل يوجد أدوية أفضل من ذلك؟ كما أرجو سرعة الإجابة.

ملاحظة ـ أيضا استخدمت إندرال 10مل ثلاث مرات لمدة ثلاثة أشهر تقريبا وتوقفت عنه، أشكر لكم سعة صدوركم، وجزاكم الله خير الجزاء، وأن يجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كنت تتناول البروزاك بمعدل حبتين ظهرا وحبتين في مساء وتتناول معه الأنفرانيل بجرعة 100 مليجرام في اليوم فهذه تعتبر جرعة كبيرة؛ لأن هذه الأدوية ربما تنشط مادة السيرتونن بصورة قد تكون سلبية، فلابد أن تراجع الطبيب؛ لأن الجرعة القصوى للبروزاك وحده هي أربع كبسولات (80 مليجراما ) في اليوم، وقليل من الناس يحتاجون ذلك، بل معظم الناس يكفيهم كبسولتين إلى ثلاثة في اليوم، أي أربعين مليجراما في اليوم.

أما بالنسبة للزبركسا فلا أعرف هل الطبيب أعطاك 5 مليجرامات أو 10 مليجرامات منه، وأنت ذكرت حبتين في اليوم ( ظهرا ومساء ) – أي 20 مليجراما في اليوم هذا إذا افترضت تناولك 10 مليجرامات – فهذه جرعة ليست كبيرة وهي جرعة معقولة، ولكن هذا يجعلنا أن نفكر في نوعية التشخيص الذي تعاني منه أنت.

ربما يكون الأمر ليس فقط هو القلق والوساوس والخوف، وما دام الطبيب قد أعطاك الزبركسا ربما يكون هنالك منحى مرضي نفسي آخر - لابد أن أكون أمينا وصادقا معك في ذلك - لأن الزبركسا بهذه الجرعات يعطى لحالات نفسية معينة.

وعموما الذي أود أن أقوله لك أنك إذا كنت تتناول البروزاك بجرعة أربع كبسولات في اليوم فلا يمكن أن تتناول الأنفرانيل بنفس الجرعة (100 مليجرام)، والمعدل الصحيح ربما يكون هو: كبسولتين فقط من البروزاك ولا مانع أن تتناول الأنفرانيل في هذه الحالة حتى 100 مليجرام، وهذا المركب الدوائي (البروزاك + الأنفرانيل) يعتبر من أفضل العلاجات لعلاج الوساوس، وأنت لا زلت تعاني من هذه الوساوس والتردد.. هذا ما أردت توضيحه لك بالنسبة للأدوية.

أما بالنسبة لمواجهة هذه الوساوس، هل هي بالفعل وساوس أم هي أفكار أخرى؟ ومن أجلها أعطاك الطبيب الزبركسا، فلا أنكر وأكون صادقا معك أن هنالك بعض الأفكار المرضية المتعلقة بمرض الفصام يسميها البعض وساوس، ومع ذلك لا أقول أنك مصاب بهذا المرض ولكن ما هي طبيعة هذه الوساوس لأنها أيضا ليست معلومة بالنسبة لي.. وإذا كنت تقصد بالوساوس هي أفكار متسلطة عليك وأنت تؤمن بسخفها ولا تتبعها هنا تكون وساوس قهرية، وفي هذه الحالة أرجو أن تحقرها ولا تتبعها وتقوم بأفعال وأقوال مضادة لها، وهذا سوف يضعفها ويجعلها تختفي وذلك بجانب العلاج الدوائي.

أما بالنسبة للخوف والتردد عند السفر؛ فالعلاج هو المواجهة والإكثار من السفر، وعليه أرجو أن تكثر من السفر وأن تتأمل وأنت جالس مع نفسك أنك تنوي السفر وعش هذه الرحلة من بدايتها، تحضير حقيبة السفر واستعدادك له وارتداء ملابسك وتحضير السيارة أو الذهاب للوكلاء لشراء تذكرة السفر وخلافه.. عش هذه الرحلة منذ بدايتها، هذا يقلل من الخوف من السفر.

وكذلك بالنسبة لخوفك من الظلام، فتأمل كأنك في مكان دامس مظلم، وحاول أن تقصد الغرفة وهي مظلمة، أكثر من هذه المواجهات لأنها طريقة فعالة جدا للعلاج.

أنت الحمد لله في وظيفة وموظف حكومي وهذه وسيلة طيبة للتأهيل، كن فعالا في عملك، تفاعل مع بقية الموظفين، كن مجيدا في عملك، وحاول أن تنظم وقتك، وحاول أن تمارس شيئا من الرياضة، وتواصل اجتماعيا مع بقية إخوانك وأرحامك، وأحضر حلقات التلاوة وكن فعال فيها، ومارس الرياضة الجماعية... هذه كلها وسائل علاجية طيبة جدا سوف تجعلك أن تخفف من استعمال الأدوية التي لا أقول أنها سيئة بل أقول أنها ممتازة وفعالة وهي من نعم الله علينا، ولكن لابد أن نأخذ الجرعة الصحيحة ولابد ألا نكثر منها.

وبالنسبة للإندرال فهو لا يعتبر علاجا أساسيا في حالتك، وعليه فما قمت به من توقفك عنه صحيح.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات