أهمية اجتناب أسباب الحساسية في علاجها قبل الاستطباب العلاجي

0 611

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لدي نوع من الحساسية يلازمني منذ أكثر من 25 سنة، وفترة هذه الحساسية تبدأ منذ دخول الربيع وحتى بداية الصيف، وتأتي عندما يكون جلدي باردا ويتعرض للحرراة، فتظهر عليه حبيبات تشبه حبيبات العرق مع ألم يشبه تنميل طرف الرجل عندما يرقد الشخص، وتظهر هذه الحبيبات عند الحياء وعند الانفعال وعند دخولي للحمام، وتظل هذه الحالة بي إلى أن أعرق، وهذا ما يجعلني أستعمل الحك.

والمهم أن جلدي حساس للحرارة بعد البرودة، ولقد قمت بزيارة العديد من الأخصائيين ولكن الزيارات لم تفلح، بالرغم من إجرائي للكثير من التحاليل.

وأما الجانب السلبي لهذه الحساسية فهو جانب نفسي، أي أني عندما أشعر بقدوم هذه الحساسية أميل للعزلة، والجانب الإيجابي فيها أنها تأتي لفترة قصيرة فقط؛ أي أنه عندما يسخن جلدي ويعرق تبتعد عني هذه الحساسية.

وهناك شيء آخر، وهو أنني عندما أمارس الرياضة يوميا فإن جسمي يعرق مما يعني أنها تذهب عني، ولكن لو توقفت عن الرياضة ليوم أو يومين تأتيني هذه الحساسية.

أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت، وآمل أن أجد الحل لديكم، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بلقاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الحساسية على اختلاف أشكالها وأسمائها يمكن علاجها ببساطة وبجملة واحدة، ألا وهي: (بتجنب الأسباب تنتهي الحساسية)، وذلك يشبه البنزين الذي فيه قدرة كامنة للاشتعال تفجرها النار أو الحرارة، وبغياب الحرارة يبقى البنزين مخزنا بأمان.

فالسعي الأول هو التشخيص السببي، وحال العجز يتم التفكير في الدواء، ومثال ذلك: أيهما نفضل: جلد مجروح مداوى وشفي أم جلد غير مجروح؟

وإن الأسباب للحساسية متعددة وكثيرة، وقد يجتمع أكثر من سبب أو قد يجتمع عدة أسباب عند الشخص الواحد، وقد يوجد لكل سبب ظاهرة مشابهة أو مختلفة.

ولا يوجد إلى الآن علاج شاف من الحساسية إلا ما يسمى بإزالة التحسس (ديسينسيتايزيشن)، ويتم عن طريق معرفة السبب وحقنه بتمديد كبير ثم تقليل التمديد، وبالتدريج تزول الحساسية، ولا يتم ذلك إلا بمراكز متخصصة.

وأما الحساسية الناشئة أو الناتجة عن المؤثرات الفيزيائية كالبرد والحرارة فالحل فيها هو تجنب السبب، حيث إنه لا يوجد إزالة تحسس لهذا النوع من الحساسية.

وهناك العامل النفسي الذي قد يؤثر أو يتأثر بالحساسية، ويعتمد ذلك على التركيبة النفسية، وقد يساعد في ذلك التحليل النفسي (سايكو أناليسيس)، وكذلك الحساسية بعد ممارسة الرياضة تعتبر من الحساسية الفيزيائية المذكورة أعلاه.

وبعد الفشل في معرفة الأسباب يمكن اللجوء إلى الطب العلاجي والذي يشمل ما يلي:

1- إزالة التحسس، ولا يتم ذلك إلا بمراكز متخصصة.

2- أخذ التمنيع غير النوعي، مثل حقن هيستاغلوبين تحت الجلد بمعدل حقنتين أسبوعيا ولمدة 3 أسابيع، ولكن تحت إشراف وبيد طبيب، وهو غير متوافر في أغلب منطقتنا العربية.

3- أخذ مضادات الهيستامين، مثل (الكلاريتين 10 مغ) مرة يوميا، أو (الزيرتيك 10 مغ) مرة يوميا، أو (التلفاست 180 مغ) مرة يوميا، أو (الزيزال 5 مغ) مرة يوميا، أو (الأورياس 5 مغ) مرة يوميا، أو (الأتاراكس 10 مغ) مرة يوميا.

وما ننصح به هو (الأتاراكس 10 مغ) مرة يوميا مساء عند اللزوم وفي الفترة الأولى بانتظام.

وأما أثناء النهار فمضادات الهيستامين غير المنومة، ومثالها أي نوع مما ذكرنا أعلاه غير (الأتاراكس)، وتؤخذ إحداها فقط مرة يوميا عند اللزوم أو قبيل اللزوم، أي: قبل الرياضة أو قبل التبدل الحراري المتوقع، ولكن أيضا يفضل البدء بها في الفترة الأولى بانتظام، وكل هذه الأدوية لا تؤخذ إلا بمشورة الطبيب وتحت إشرافه.

4- في الحالات الخاصة ولضرورة مؤقتة قد تستطلب الكورتيزونات، ولكن لا تعطى أيضا إلا تحت إشراف طبيب.

وأخيرا فإننا ننصح بمراجعة مركز طبي متخصص في التحسس لا يعتمد طب الأعشاب، ونؤكد على ضرورة الاعتراف بالواقع وتجنب الأسباب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات