السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعاني من خمول في الذهن، ولكن الغريب في الأمر أن هذا الخمول يختفي تماما في الصباح بعد الاستيقاظ ويعود ليسيطر علي عندما أكون في الكلية وخاصة في جلسات العملي فأشعر بالنعاس، وقد مارست رياضة الجري وذلك لعدم وجود أي نشاط رياضي شبابي لغير الممارسين قديما سوى كمال الأجسام، وأنا لا أحب هذه الرياضة كثيرا، فممارسة الرياضة هنا تختلف حيث تتبع الرياضة لأصحاب الدخل المرتفع بسبب ارتباط وجود النوادي في أماكن غنية، فأنا أحتاج من نصف إلى ثلاثة أرباع الساعة للوصول إلى أقرب ناد.
وقد جربت مشروبات الطاقة، ولها تأثير آني وممتاز، فعندما أتناولها أشعر بنشاط رائع وثقة في النفس وزوال ارتجاج اليدين الذي أعاني منه في الأوقات العادية، فهل هذه المشروبات صحية؟ ويرتبط معي عضويا الخمول الذهني وارتجاج اليدين ومشروب الطاقة، فكيف يمكنني أن أقوي هذا الارتباط عن طريق بديل طبيعي من الطب النبوي كالعسل مثلا لمشروب الطاقة؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتكاسل والخمول الذي يحدث لبعض الناس يكون في غالب الظن ناتجا من عدم تنظيم الوقت، وعدم تقسيم الوقت بين النشاطات المختلفة، فالإنسان ضروري جدا أن يأخذ قسطا كافيا من الراحة، ومن الضروري جدا أن يمارس الرياضة ويكون هناك وقت للترفيه ووقت للتواصل ووقت للاطلاع.. وهكذا.
والذي أراه أنك -بحمد الله- ما دمت تشعر بنشاط في الصباح فهذا دليل أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي؛ لأن الاكتئاب النفسي يؤدي كثيرا إلى الخمول الجسدي والذهني، ولكن معظم أعراض الاكتئاب تظهر في الصباح، فالحمد لله قد تأكد لك ولنا أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي.
وسوف تظل الرياضة هي الأساس، ومع احترامي الشديد لك فيما يخص توافر فرص الرياضة فليس من الضروري أن تذهب إلى ناد وليس من الضروري أن تمارس رياضة مكلفة، فالمشي يعتبر من أفضل أنواع الرياضة، والرياضة عامة تؤدي إلى زيادة في الطاقات الجسدية والذهنية، وتؤدي إلى إفراز مادة تعرف باسم الإنكفلين ومادة أخرى تعرف باسم الإندورفينز، وهذه المواد تسمى عامة بأفيونات المخ، وهي تؤدي إلى طاقات نفسية كبيرة جدا، إذن عليك أن تمارس الرياضة خاصة رياضة المشي، وهي بالطبع لا تكلف أي شيء.
وأيضا بالتأكيد قد يكون هناك مجموعة من الشباب في الجامعة أو في الحي لديهم الرغبة في ممارسة هذه الرياضة معك، أو يمكن أن تكون فريقا صغيرا ومن خلاله تستطيعون أن تمارسوا الرياضة الجماعية، إذن فالرياضة سوف تظل واحدة من الأسس والطرق الرئيسة لمعالجة مثل حالتك.
وأيضا أنت ذكرت عن مشروب الطاقة، وحقيقة لست ملما إلماما كاملا بهذا المشروب، وهل تقصد المشروبات التي تحتوي على بعض الفيتامينات وبعض المعادن، وهناك تركيز على فيتامين E في هذه المشروبات أو هو شيء آخر؟
وأرجو ألا يكون المقصود هو المشروبات التي تحتوي على بعض مواد الكورتيزون؛ لأن هذه المواد يعرف عنها أنها منشطة ولكن بالطبع غير مرغوب فيها، وعموما أن تلجأ للطرق الطبيعية هذا هو الأفضل، وهي -كما ذكرتها لك- تنظيم الوقت وممارسة الرياضة ولا مانع بالتأكيد أن تستعمل العسل، فهو إن شاء الله فيه شفاء وفيه راحة كبيرة جدا بالنسبة لك.
وأما بالنسبة لارتجاج اليدين إذا كانت هي الرعشة أو الرجفة فهذا يجعلنا نفكر أيضا في وجود قلق، فإذا كانت هذه الرعشة وهذا الارتجاج واضحا، فهذا يحتمل وجود قلق، ولكن أنت ليس لديك أي أعراض أخرى مثل الضيق والتوتر والعصبية، فهذا ربما يكون نوعا عاديا أو النوع الذي يحدث لبعض الناس دون وجود أي أسباب عضوية أو نفسية، وفي نظري أن تتجاهله، ولكن إذا كان بالشدة الشديدة والمزعجة فلا بد أن تعرض نفسك على طبيب الأعصاب، ولا بد أن تتأكد أيضا من إفرازات الغدة الدرقية؛ لأنه في بعض الأحيان إفرازات الغدة الدرقية إذا كانت ليست في الانتظام المطلوب ربما تؤدي إلى رعشة في اليدين، وربما تؤدي إلى الخمول، ومع ذلك أنا لست ميالا لهذا، ولكن إذا لم يتحسن الأمر لديك فربما من الأفضل والمستحسن أن تقوم بإجراء هذه الفحوصات البسيطة.
وربما يكون هناك نوع من التأثير الإيحائي يحدث لك، فأنت ذكرت أيضا أنك حين تتناول هذا المشروب تحس بتأثير ممتاز وطاقات كبيرة ونشاط وثقة في النفس، فأرجو أن تعيد الثقة لنفسك دون هذا المشروب، فأنت الحمد لله لديك الشباب ولديك القوة وأنت في فترة من فترات العمر يجب أن يستفيد فيها الإنسان لأقصى درجة وهذه الفترة هي فترة الشباب وفترة الطاقات وفترة الإنتاج، وربما يكون من الأفضل أيضا أن تتناول كوبا من القهوة في الصباح فهذا ربما يحسن من طاقاتك.
إذن الذي أراه أن الأمر بسيط، وهو يتعلق فقط بتحسين إرادتك في ممارسة الرياضة وبالطبع التفكير الإيجابي والثقة في النفس مع إجراء الفحوصات البسيطة التي ذكرتها لك، وإن كنت غير ميال مطلقا إلى أنك مصاب بأي نوع من المرض النفسي الحقيقي أو العضوي، ولو أفدتنا أكثر عن مشروب الطاقة هذا فربما يكون هذا أيضا من المفيد لنا ولك.
وبالله التوفيق.