السؤال
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة وعمري 28 سنة، ومنذ بداية السنة وأنا أمر بحالة اكتئاب وتأتيني أفكار وأتذكر أشياء قديمة، وقد ذهبت إلى الطبيب ووصف لي نورتريلين وفلوكستين بلماك، وأنا أتحسن لكن تمر أيام جيدة وأيام يأتيني ضيق، وأريد أن أسأل إلى متى سأظل أشعر بهذا الضيق؟
مع العلم أنني آخذ العلاج منذ 20 شباط إلى اليوم، وآخذ حبة واحدة من الدواء، فهل يجب أن أزيد الجرعة؟!
أفيدوني وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rola حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الحالة التي وصفتها هي إن شاء الله درجة بسيطة من الاكتئاب ومصحوبة بأفكار وسواسية، وحقيقة العلاقة بين الاكتئاب النفسي والوساوس القهرية هي علاقة وثيقة جدا، ويعتبر المنشأ أو المكون البيولوجي للحالتين هو واحد، وذلك من خلال ما يعرف بالموصلات العصبية خاصة مادة السيرتونين ومادة النورأدرنين.
بالنسبة للدواء الذي وصفه لك الطبيب هو دواء جيد وفعال جدا، وسوف يكون الفلوكستين أو ما يعرف بالبروزاك هو العلاج الرئيسي لك.
وجرعة النورتربتلين يجب أن لا تتعدى 25 مليجرام في اليوم، فهذا كاف جدا، ولكن الفلوكستين أرى من الأفضل أن يرفع إلى 40 مليجرام (كبسولتين) في اليوم؛ لأن الدراسات تشير أن الوساوس القهرية لا تتأثر بالفعالية الدوائية إذا كانت الجرعة أقل من 40 مليجرام أو حتى 60 مليجرام في بعض الدراسات.
إذن: ارفعي الجرعة الفلوكستين إلى أربعين مليجرام في اليوم، وأقل مدة للاستمرار على هذه الجرعة هي إلى ستة إلى تسعة أشهر حتى يتم إن شاء الله الخلاص التام من هذه الوساوس القهرية.
وبالنسبة للآليات العلاج الأخرى أيضا تعتبر مهمة جدا، وأهم شيء هو أن تكوني فعالة ومثابرة ويتولد لديك نوع من الحيوية الداخلية، يجب أن تشعري بقيمة نفسك، وأنت الحمد لله زوجة، وقطعا هناك أشياء كثير جيدة يمكن أن تستثمريها في حياتك بصورة أكثر إيجابية وأكثر فعالية، عليك أن تجلسي مع نفسك جلسة نفسية استرخائية وتفكري في الأشياء الجميلة والطيبة والسعيدة في حياتك، وتحاولي أن تضخميها وتجسميها، هذا إن شاء الله يقلل من التفكير السلبي لديك.
وبالنسبة لهذا الوساوس الذي يأتيك فأرجو أن تحقري هذه الوساوس واستبدليها بفكرة مضادة، وقولي: هذه فكرة وسواسية أنا لن أتبعها وأنا الحمد لله بخير وعمري 28 سنة، أنا امرأة متزوجة... وهكذا، فترديد مثل هذه الأفكار المضادة للفكرة الوسواسية والاقتناع بجدواها يساعد كثيرا.
وبالنسبة للشعور بالضيق فهو بالطبع ناتج عن الاكتئاب والوساوس والقلق المصاحب، والأدوية التي ذكرناها لك سوف تفيدك كثيرا، ويجب أيضا أن تقومي بإجراء تمارين الاسترخاء – أي نوع من تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس المتدرجة وتمارين تحريك العضلات تعتبر هي جيدة ومفيدة جدا، ويمكنك الحصول أحد الأشرطة أو الكتيبات التي تشرح كيفية إجراء هذه التمارين، وسوف تتحصلين إن شاء الله على نتيجة جيدة جدا.
كذلك الرياضة -أي نوع من الرياضة- خاصة رياضة المشي أو داخل المنزل أيا كان نوعها فهي إن شاء الله تزيل هذه الضيقة وتحسن من الطاقات النفسية كثيرا.
إذن أرجو أن تفكري إيجابيا وأن تتناولي العلاج الذي ذكرناه لك، وأن تتبعي الإرشادات السابقة، وأنا على قناعة تامة بإذن الله تعالى أن أحوالك سوف تتبدل وتكون أكثر إيجابية.
أنت ذكرت أن هذه الأعراض بدأت في وقت معين، وهذا بالطبع يجعلني أذكر لك نقطة أخيرة وهي النظر إذا كان هناك أي أسباب يمكن أن تربطيها بالذي حدث لك، ففي بعض الحالات تكون هنالك بعض السلبيات في حياة الإنسان وهذه السلبيات ربما تتراكم وتؤدي إلى مثل هذه التفاعلات السلبية.
إذن إذا كان هناك أي أسباب أرجو أن تبحثي في طرق المعالجة المعقولة والواقعية، وليس من الضروري أن يحيل الإنسان كل مشكلة يربطها بأسباب، وليس من الضروري أبدا أن يعتقد الإنسان أنه يفشل، لا، بل إنما هي محاولات ومواجهات وكل تجربة في الحياة يمكن للإنسان أن يستفيد منها ويطورها، من أجل أن يصل إلى مستقبل وحاضر مستقر وأكثر أملا وسعادة.
وبالله التوفيق.