السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي طفلة عمرها ثمانية أشهر، قليلة النوم جدا، وتستيقظ في الليل عدة مرات، وعندما تنام أول الليل وقد أرضعتها وتناولت طعامها لابد أن تستيقظ بعد ساعة أو نصف ساعة ولو كان الوقت متأخرا في النوم، ولا تعود للنوم ثانية إلا أذا أرضعتها من ثديي، فهي لا تشرب من الرضاعة، وتستيقظ كذلك بعد ثلاث ساعات.. وهكذا.
مع العلم أنها لا تنام في النهار إلا مرة واحدة تكون قرابة الساعة وهذه الحالة منذ صغرها، فهل هذا الأمر طبيعي أم أن هناك مشكلة عند الطفلة؟!
والمشكلة الأخرى أنها تضع يدها وكل ما تجده أمامها في فمها، فما الحل لهذه المشكلة؟!
علما أن هذه الطفلة هي طفلتي الوحيدة.
أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم لمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالنوم يعتبر من السمات البيولوجية الأساسية والطبيعية والغريزية لدى الإنسان بصفة عامة، والأطفال في مثل عمر طفلتك قد ينامون من 10 إلى 12 ساعة في اليوم، وهناك هرمونات ضرورية للطفل لا تفرز بصورة جيدة إلا في وقت النوم ومنها هرمون النمو.
والذي أراه أن طفلتك قد تعودت على نمط معين أخل بالدورة النومية لديها، وعملية الإرضاع الليلي أو الرضاعة الليلية للأطفال من أكثر الأشياء المزعجة والتي تقلل من نومهم، وتسبب لهم الكثير من الاضطرابات، إذن فمن المحتمل أن طفلتك قد تعودت على هذا النمط، والذي أراه هو أن لا ترضعي طفلتك ليلا، فأرضعيها رضعة واحدة كافية وحاولي أن تكون الساعة العاشرة مساء ثم بعد ذلك لا ترضعيها، وبالطبع سوف تستيقظ من نومها وتبكي؛ لأنها قد تعودت على نمط معين، ولكن احتجاجها وبكاءها سوف يقل بالتدرج إلى أن تصل إلى مرحلة التعود والاقتناع الذاتي، ومن ثم سوف يبدأ نومها في التحسن.
وأما بالنسبة لوضع إصبعها أو يدها في فمهما؛ فهذا مما يعرف بعصاب الطفولة وهي مرحلة في نظري مؤقتة وعابرة، وحين تضع يدها في فمها أرجو أن تلفتي نظرها وتعطيها شيئا تضطر فيه لأن تأخذه بيدها، ولا تنهيها كثيرا عن وضع يدها في فمها، ولكن قومي بهذا النشاط اللاإرادي بالنسبة لها، أي أن تقدمي لها شيئا محببا ومن ثم سوف تضطر أن تخرج يدها من فمها وتمسك هذا الشيء، فهذه واحدة من الطرق التي ربما تكون فعالة جدا.
وهناك بعض الأطفال يصابون باضطرابات النوم نسبة لعسر وسوء الهضم الذي يتأتى بالطبع من الرضاعة الليلية المتكررة، وهذا يرجعنا إلى نقطتنا الأولى وهي عدم إرضاع الطفلة ليلا، ولكن لا مانع من استعمال بعض المواد التي تعالج المغص والآلام المعدية لدى الأطفال، وهي معروفة وموجودة في الأسواق منها بعض أنواع الشاي وبعض المشروبات الأخرى التي تخص الأطفال.
وأيضا اضطرابات النوم في هذا العمر ربما تكون ناتجة من بداية التسنين التي تؤدي إلى بعض الاحتقانات في اللثة وهذا يؤدي إلى عدم الارتياح وربما يضعف النوم لدى الأطفال، وفي هذه الحالات نعطي جرعة صغيرة جدا من البنادول، وهذا بالطبع يسهل النوم والارتياح كثيرا.
فهذه هي الطرق المعالجة التي سوف تكون جيدة مع الطفلة وإن استغرقت بعض الوقت لكن الأمور سوف تتحسن وترجع إلى الصورة الطبيعية، وما ذكرتيه من أن هذا الأمر معها منذ الصغر، فقناعتي أن هذا الأمر مكتسب أي متعلم وليس من الولادة.
وهناك أقلية قليلة من البشر ليس لديهم حاجة كبيرة للنوم، ولكن هذه الحالات نادرة جدا، وهناك بعض الأطفال الذين لديهم أصلا داء الحركة الزائدة وضعف التركيز، وهذا يظهر في شكل ضعف في النوم، ولكن هذا ليس في هذا العمر – عمر طفلتك – إنما هذا بعد عمر السنتين، ولا أعتقد أن ابنتك تعاني مما يعرف بضعف النوم العضوي أو ضعف النوم الأساسي أو ما يسمى بضعف النوم الخلقي، بل أعتقد أن هذا الأمر هو أمر مكتسب.
فأرجو أن تطبقي الإرشادات السابقة وأرجو أن لا تشفقي كثيرا بالنسبة للطفلة، وأعرف أن الذين لديهم طفل وحيد أو الطفل الأكبر أو الولد بين البنات أو البنت بين الأولاد دائما يكون مثل هذا الطفل، ويعامل معاملة تربوية خاصة، وهذه المعاملة التربوية الخاصة ربما تكون فيها حماية مطلقة نحو الطفل وشفقة زائدة، وهذا بالطبع ليس أمرا محمودا من الناحية التربوية.
أرجو أن تعامل الطفلة معاملة عادية بقدر المستطاع.
نسأل الله تعالى أن يحفظها لك وأن يجعلها من الصالحات، وبالله التوفيق.