السؤال
السلام عليكم.
أود أولا أن أشكركم شكرا جزيلا على ما تقدمونه لجمهوركم، وأتمنى أن يجعل الله لكم ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة، وأن يجزيكم خيرا.
لقد أعدتم لي الثقة بالنفس التي كنت أفتقدها في استشارتي السابقة لكم.
ثانيا: لي سؤال عندكم من فضلكم، هل التأتأة وراثية أم نتيجة عوامل أخرى مكتسبة مثل القلق والرهاب الاجتماعي ونحو ذلك؟
ولكم جزيل الشكر وخالص تحياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم توجد هناك بعض العوامل الوراثية لهذه التأتأة، ولكن ليست هذه هي الوراثة المباشرة أو التي تعتمد على ما يعرف بقوانين منديلي الجينية التي تتمثل أنه إذا حدث مرض معين إذا كان وراثيا فهنالك نسبة معينة معروفة محددة سوف يصاب بها أحد أفراد الأسرة من الأبناء بهذا المرض.
ولكن في هذه الحالة ( التأتأة ) لا تتبع هذا المنحى الجيني المعروف، إنما هو اكتساب الميول للتأتأة إذا كانت موجودة في الأسرة، فهذا النوع من الإرث يعتمد على عدة جينات صغيرة وغير مكتملة، فهنالك نوع من الميول الجيني - مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم – لحصول مثل هذا الميول ( التأتأة ).
والتأتأة تظهر أكثر لدى الأولاد مقارنة للبنات، علما بأنها في البنات يصعب علاجها، بالرغم من استجابتها إلا أن استجابتها للعلاج أقل، ولكن بصفة عامة إذا بدأ العلاج والتدريب التأهيلي في سن مبكر فإن النتائج هي جيدة جدا.
بالطبع لا نستطيع أن نهمل العوامل الأخرى، فإذا كانت الوراثة الغير كاملة هي العامل المرسب فالقلق والتوتر والرهاب هي العوامل المهيأة، أي إذا كان الإنسان لديه الاستعداد وكان في وضع قلق أو ضع أدى إلى نوع من المضايقة فهذا بالطبع يؤدي إلى حدوث التأتأة..
إذن التفاعل بين العوامل المرسبة والعوامل المهيئة هو الذي يؤدي إلى التأتأة، وهذه هي العلاقة التي نعرفها في وجود وتسبب هذه العلة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.