السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا العزيز، صاحب القلب الكبير، محمد عبد العليم.
أنا - يا دكتور - عندي بعض أعراض الرهاب الاجتماعي منها أنني أتردد، بل لا أستطيع أحيانا الذهاب للمناسبات الاجتماعية التي يكثر فيها الناس، وأحيانا لا أستطيع أن أقدم المشروبات للضيوف أو الشرب أمام الآخرين أو الكتابة، وتزداد نبضات القلب، وأشعر بتعرق ورعشة في وجهي وجسمي، وأشعر بحرارة في أسفل القدم، وهذه الأعراض تأتيني أحيانا في هذه المواقف، وفي بعض الأوقات أتغلب عليها، ولكن ما ألبث وقتا وترجع هذه الأعراض، وأنا أريد أن أتزوج قريبا، وهذه المشكلة أريد لها حلا أرجوكم!
وسمعت عن دواء الزيروكسات هل ينفع في حالتي؟ وهل هو متوفر في جميع الصيدليات بهذا الاسم؟ أرجو النظر في مشكلتي ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن الرهاب الاجتماعي هو واحد من الأمراض العصابية المنتشرة جدا، وأعتقد أن الإنسان إذا تفهم طبيعة هذا المرض يستطيع أن يحسن من أوضاعه كثيرا، وأول شيء أود أن تعرفه وتكون على اطلاع به، هو أن هنالك مبالغة شديدة جدا في الطريقة التي تظهر فيها الأعراض على الإنسان، قام أحد العلماء بتصوير الذين يعانون من هذا الرهاب الاجتماعي في أوضاع اجتماعية حرجة – دون علمهم – وبعد ذلك عرض عليهم هذا التسجيل، وقد اتضح أن مستوى القلق والتوتر الذي كانوا يشعرون به هو أقل كثيرا مما يعتقدونه ومما هو في واقعهم، وهذا بالطبع ساعدهم كثيرا، فالكثير يعتقد أنه سيفشل أو سوف يسقط أو أن الناس يرصدونه وهكذا.
وهذا حقيقة شعور فيه الكثير من المبالغة، فأرجو أن تتفهم ذلك تماما، هذا أولا.
ثانيا: أود أن أؤكد لك أن الناس لا يراقبونك ولا يرصدونك.
ثالثا: عليك بالمواجهة والإكثار من هذه المواجهة، مواجهة في الخيال أولا، مثلا تصور أنك في هذه المواقف الاجتماعية وأنت الذي ينظر إليه بنظرة الشخص الذي يرجى منه ويساعد الآخرين وسوف يكرم الآخرين، فأرجو أن تتأمل ذلك، وإن شاء الله أنت أهلا لذلك، فعليك أن تعيش هذه الخيالات الوجدانية العلاجية الداخلية؛ لأن ثمرتها العلاجية مؤكدا تأكيدا قاطعا، وأنت بحمد الله لم يسبب لك هذا الرهاب أي نوع من الإعاقة لأنك تستطيع أن تواجه في بعض الأحيان، ولكن المواجهة يمكن أن تدعم وأن تقوى وتثبت بمواصلتها، فنصيحتي لك هو أن تقوم بمهمة اجتماعية تعرضك لمواقف اجتماعية بصفة يومية، وذلك لمدة أسبوعين.
أرجو أن تضع برنامجا كتابيا وقل فيه: اليوم سوف ألتقي بعض الإخوة، وسوف أحادثهم في موضوع معين، وحين تخاطب الناس انظر إليهم في وجوههم، ولا تستعمل اللغة الحركية كحركة اليدين، وفي اليوم الثاني قل: سأصلي جماعة في المسجد وأصلي في الصف الأول خلف الإمام في أحد المساجد الكبيرة، وهكذا، فأرجو أن تداوم على هذه البرامج العلاجية التي تقوم على المواجهة، وهي فعالة جدا، وهي وسيلة للوقاية من الرهاب الاجتماعي.
رابعا: عليك أن تقوم ببعض النشاطات الاجتماعية التواصلية الأخرى مثل الرياضة الاجتماعية التي تساعد جدا في قهر الخوف الاجتماعي، وأيضا حلقات التلاوة فيها خير الدنيا والآخرة وبالطبع تقوي من عزيمة الشخص، وترفع من مقدراته على المواجهة.
خامسا: هنالك أدوية كثيرة جدا ومتوفرة وتساعد بصورة فعالة، ومن أفضل هذه الأدوية هو الزيروكسات، وهو دواء متوفر وموجود وفعال جدا، فقط الذي أرجوه هو الالتزام بالجرعة والمدة العلاجية المقررة، والجرعة المفضلة هي أن تبدأ بنصف حبة (10 مليجرام) ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بنفس المعدل (نصف حبة) كل أسبوعين حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وهذه الجرعة فعالة جدا لهذه المخاوف الاجتماعية، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر وبعدها ابدأ في تخفيضها بمعدل نصف حبة كل شهر، ثم بعد ذلك توقف عن العلاج، ولابد أن تواصل في البرامج الاجتماعية التأهيلية التي ذكرتها لك سابقا.
هذا الدواء (الزيروكسات) متوفر في جميع الصيدليات واسمه العلمي هو (باروكستين Paroxetine)، فيمكنك أن تسأل عنه تحت هذا الاسم.
جزاك الله خيرا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء.
وبالله التوفيق.