السؤال
استشهد زوجي بعد سنة وشهر من زواجنا، أنجبت منه طفلا رائعا، يتم في هذه الأيام عامه الأول، هو الآن كل حياتي، لقد انتقل له حبي لوالده، فأصبحت أحبه حبا مضاعفا، أخاف كثيرا أن أفقده كما فقدت والده، أخاف ألا يكون ولدا صالحا تقيا كما أراد والده أن يكون، أنا مهتمة جدا بتريبته؟ كما أنني أشعر بفراغ داخلي كبير.
أحاول أن أملأ وقت فراغي قدر الإمكان، مع الاهتمام بتربية ولدي الحبيب.
أنا الآن في حيرة من أمري: هل أكمل دراستي ( ماجستير ) مع صغر ابني الآن، أم أنتظر حتى يبلغ الخامسة من العمر حتى أتفرغ له.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يتقبل زوجك في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يحرر أقصانا المبارك، وأن يفك أسر المأسورين، وأن يخلف المجاهدين والشهداء في أهليهم بالخير، وأن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين.
شرف لنا أن تكوني في مقام الآباء لأطفال أخواتنا، ونسأل الله أن يبرم لأمتنا أمر رشد وأن ينصرها على عدوها.
قد أسعدني هذا الوفاء، وهكذا ينبغي أن تكون زوجات الشهداء والصلحاء، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح ابنك، وأبشري فإن هذا الشبل من ذاك الأسد.
لا يخفى على أمثالك أن صلاح الأبناء فرع عن صلاح الأمهات والآباء بعد توفيق وهداية رب الأرض والسماء، فأكثري لولدك من الدعاء واجتهدي في تعليمه كتاب الله وآداب الشريعة السمحاء، وأرجو أن يرى منك السجود وأن يسمع منك الذكر والتلاوة وأن يرضع مع اللبن العقيدة، وأن يجد عندك العطف والاهتمام.
أرجو أن تعلمي أن هذه السنوات هي الأهم في حياة الطفل، فأرجو أن يأخذ حقه وحظه كاملا، أما بعد الخامسة فسوف تدخل عوامل أخرى كالروضة والمدرسة ومجموعة الأصدقاء، وعند ذلك لابد من حسن اختيار المؤسسة التي سوف يدرس فيها، ومعاونته على اختيار الفضلاء من الأصدقاء، ومن الضروري ألا تظهري القلق والخوف عليه، وجنبيه القسوة والدلال، فإن التوازن هو المطلوب وبتوفيق الله تصلح الأحوال.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل الأمور وأن يغفر الذنوب.
وبالله التوفيق والسداد.