ما فوائد العمل على الصحة النفسية؟

0 363

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا صاحب استشارة سابقة، حيث نصحتموني فيها بتغيير الزابيركسا إلى الأبفلاي فأشكركم على هذه النصحية الغالية.

ومنذ ما يقارب الأسبوعين وأنا بادئ في الأبفلاي، والحمد لله أحوالي جيدة وتحسنت القدرة الجنسية مع النوم الذي أصبح معتدلا.

وحاليا أفكر كثيرا في التقاعد الطبي وأريد نصيحتكم في هذا المجال، وعلى حسب كلام الطبيب المختص سأحصل على نسبة كبيرة في التقرير الطبي، ولكن الطبيب ينصحني بالعمل مع تخفيض ساعات الدوام، فما هو رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nader حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله الذي جعلك تشعر بالتحسن، وأسأل الله لك الاستمرارية في هذا التحسن، وأن تبلغ كمال العافية والشفاء.

وحين نتحدث عن التقاعد على أسس طبية فأنا لست من أنصار ذلك مطلقا، ومن فضل الله علي أنني كنت مسئولا عن اللجنة الطبية للصلاحية للعمل لفترة طويلة - حوالي 12 عاما -، والذي أوصي به وأراه مهما هو أن العمل نفسه يشكل علاجا تأهيليا مهما، خاصة في الحالات النفسية.

نعم ... العمل إذا كانت تنتابه الضغوط والمشاكل والصعوبات فربما يؤثر على الإنسان سلبا بعض الشيء، لكن العمل المعقول يعطي الإنسان الشعور بالفعالية، وهو في حد ذاته يعتبر مفيدا جدا من الناحية النفسية، والإنسان حين يتقاعد في مثل عمرك ربما يرتاح لفترة قليلة، ولكن بعد ذلك سوف يجد نفسه أنه في فراغ وسوف يجد نفسه أنه أصبح منكمشا ومتقلصا حتى من الناحية الوجدانية ومن الناحية الفكرية.

وأنا أعرف الكثير من الذين طالبوا بالتقاعد وبحثوا عن ذلك بكل قوة، وحين تحصلوا عليه، فيهم من تأسف بعد ذلك، وفيهم من رأى أنه كان من المفترض أن يواصل العمل، وأنا أرى أن قيمة الإنسان في العمل، وصدقني أن هناك الآن علما في الطب النفسي - علم متسع جدا - وهو العلاج بالعمل، حتى المرضى الذين يعانون من أمراض شديدة جدا في بعض الدول الأوروبية، سنت القوانين التي تلزم الشركات بأن تخدم هؤلاء - حتى ولو لساعات معدودة -.

إذن فإن العمل في حالتك هو أمر ضروري من الناحية العلاجية، وأن تحس بقيمة الذات، وأنا على قناعة كاملة أنه سوف يساعدك في تخطي الصعاب والعقبات النفسية.

وأنت في عمر الـ34، فلماذا تلصق بنفسك وصمة عدم الصلاحية للعمل،!.. لا ... أنت تصلح للعمل، وأنت يمكن أن تقدم الكثير، وأنا أتفق معك أنه لا مانع من تخفيض ساعات العمل إذا كان ذلك ممكنا، ولكن لا أدعو إلى التخفيض الشديد، فالتخفيض يكون بمعدل ساعة إلى ساعتين فربما يكون هو المطلوب وهو الأنفع في حالتك.

وأنا أشكرك جدا وجزاك الله خيرا على استشارتك في هذا الأمر الخصوصي جدا، ونصيحتي لك هي العمل؛ لأن العلاج بالعمل هو مفيد مثلما أن العلاج بالدواء مفيد أيضا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات