السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا سيدة متزوجة عمري 26 سنة، مشكلتي هي أن شعري خفيف جدا بسبب تساقطه، وخصوصا بالمقدمة من الرأس، راجعت طبيبا وشخص المشكلة بأني أعاني من أكزيما دهنية، وأعطاني علاجات ولكن دون فائدة.
ودائما أشعر بحكة شديدة في وسط رأسي، علما أن شعري دهني، وأغسله يوما بعد يوم.
فبماذا تنصحونني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم العبد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوصف لما تشتكين منه هو التهاب الجلد الدهني، والذي يسميه البعض بالأكزيما الدهنية، وهو يصيب المناطق الدهنية في الجسم، خاصة جلدة الرأس والحاجبين، والحافة الجانبية لالتقاء الأنف بالخدين، وأحيانا منتصف الصدر، أو منتصف الظهر، ويتظاهر على شكل مساحات من الجلد الأحمر، تغطيه طبقة من الإفرازات الدهنية اللزجة، والتي تختلف شدتها من مريض لآخر، ومن موضع لآخر، ولكن أحيانا تكون هذه القشور جافة ومتفتتة، أي على شكل بودرة ناعمة صغيرة، هي ما يسميها الناس بالقشرة، والتي تصيب الرأس خاصة.
وقد كان يعتقد سابقا أن الغدد الدهنية تفرز كثيرا، فيحدث هذا الالتهاب، ولكن تبين بعد ذلك أن هناك كائن صغير يسمى (بيتروسبورام اوفال) هو السبب في إحداث هذا المرض، والذي يؤدي لزيادة نشاط الغدد الدهنية؛ ما يؤدي إلى التهاب الجلد بسبب تراكم المفرزات عليه؛ ولذلك فإن القشرة معدية، وقد تنتقل باستعمال مشط المريض، وإن التهاب الجلد الدهني قد يصيب أي عمر أي الرضع والأطفال، والشباب والشيوخ الذكور منهم والإناث، وإن وجود البنية الدهنية يهيئ ويؤهب لوجود البثرات التي تشبه حب الشباب، ولو لم يكن المريض في سن الشباب، وقد يؤدي إلى زيادة الإفرازات الدهنية، وظهور حب الشباب في سن الشباب أكثر من أولئك الذين لا يعانون من البشرة الدهنية.
وحسب السؤال فإن البشرة الدهنية، وزيادة الإفرازات الدهنية في الرأس قد تؤدي إلى تساقط الشعر؛ ولذلك يفضل العلاج في هذه الحالة وعدم تركها، وذلك لأنها ذات أعراض (الحكة)، وذات شكل (أي القشرة المرئية )، وذات تأثير (قد تسقط الشعر )، ومعدية (أي: تنتقل للآخرين).
والنصائح العامة في حالة التهاب الجلد الدهني وسقوط الشعر التالي له هو ما يلي:
معرفة أن الغسل مفيد ولكنه نوعا لا كما، أي: نوعية المواد المستعملة وتأثيرها على السبب، وتخفيف الأعراض، وتحسين الشعر؛ لذلك يجب البدء باستعمال شامبو نيزورال مرتين أسبوعيا لمدة شهر ثم مرة أسبوعيا لمدة شهر ثم مرة كل أسبوعين عند اللزوم، وينبغي أن يبقى الشامبو على الرأس لمدة كافية، وهي 10 دقائق عند كل غسل، ولا مانع من استعمال الشامبو الذي ترتاحون له قبل النيزورال أو بين غسلتين من غسلات النيزورال في المراحل الأولى، لا مانع من استعمال بعض من مضادات الالتهاب الموضعي إن كان هناك تهيج جديد في الجلد؛ وذلك لتخفيف الشعور بالإزعاج مثل موميتازون لوشن مرة عند الزوم، وبأقل كمية ممكنة.
ويفضل على المدى الطويل أخذ فيتامين ب المركب؛ لأنه قد يساعد على تنظيم الإفراز الدهني، وأما في الحالات الشديدة المعندة والمزعجة والمتصاحبة بدمامل وكيسات ونكس الالتهابات، فينصح بالروأكيوتين، ولكن تحت إشراف طبيب أمراض جلدية، ويجب الحذر من إعطائه خاصة عند المتزوجات.
إن كانت الحكة شديدة فقد يفيد استعمال مضادات الهيستامين كلما دعت الحاجة إليها، ولكن ليس أكثر من مرة يوميا.
وأما لتساقط الشعر فيفضل نفي وجود أسباب أخرى لتساقطه، مثل الأمراض العامة، والحمى، والحمل والولادة، والهرمونات، واضطرابات الغدة الدرقية، وتكيس المبايض، وفقر الدم، ونقص الحديد، واستعمال الأدوية السامة، وسد الشعر بموديلات التسريحات المختلفة، واستعمال التمليس والتجفيف العنيف، وما إلى هنالك مما فصلناه في استشارات أخرى، وأشرنا إلى بعضه هنا.
وبعد البحث عن الأسباب وحلها يمكن لاستعمال مركبات البيانثين السائل موضعيا أن يحسن الشعر ويقلل من سقوطه، كما يمكن لمستحضرات الـ (A29) بأشكالها المختلفة السائل والشامبو والكبسولات أن تساعد.
ختاما: فإن علاج التهاب الجلد الدهني هو الغسل بالماء والشامبو المناسب، ونرجح ما ذكرناه أعلاه، مع غسل المشط والفرشاة لمنع تكرر العدوى منهما، وأخذ مضادات الحكة والفيتامينات، واستعمال اللوشن الكورتيزوني لتخفيف حدة المرحلة الالتهابية الحادة.
وأخيرا استعمال منشطات الشعر الموضعية أو الفموية بعد نفي أسباب أخرى لسقوط الشعر .
وبالله التوفيق.