السؤال
أنا في الثالثة والعشرين، من هواة الكتابة الروائية، أواصل طباعة رواية كتبتها بنفسي لأقدمها لجائزة أدبية؛ لكنني أكتم الأمر عن الجميع تحسبا للإخفاق، فهل كتم الأسرار لمدة طويلة ضار بالصحة؟
أنا في الثالثة والعشرين، من هواة الكتابة الروائية، أواصل طباعة رواية كتبتها بنفسي لأقدمها لجائزة أدبية؛ لكنني أكتم الأمر عن الجميع تحسبا للإخفاق، فهل كتم الأسرار لمدة طويلة ضار بالصحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا أعتقد أن كتمان الأسرار لمدة طويلة يخل بالصحة النفسية للإنسان، وكثيرا ما يحتاج الإنسان أن يقضي أموره بالكتمان، لا مانع بالطبع في ذلك، ولكن يرجع الأمر إلى تعريف ما هو السر؟ فما قد تعتبره سرا قد لا يعتبره الغير سرا، هناك اختلاف في وجهات النظر، عموما الأمر فيه الكثير -إن شاء الله- من السعة ولا أرى أبدا أن الإنسان الذي يكتم خصوصياته أو أمورا يرى أنه ليس من الضروري إطلاع الآخرين عليها، لا أرى أن ذلك سوف يؤدي إلى سلبيات في صحته النفسية.
ولكن هنالك نوع من الكتمان الضار، وهو أن نكتم الأشياء التي لا ترضينا أو الأشياء التي تحتاج أن نشاور فيها الآخرين، هنا لابد أن يكون هنالك نوع من التواصل مع الآخرين، لابد أن يكون هنالك من التفريغ النفسي إذا كنت أرى شيئا غير مرضي فمن الواجب أن أعبر عن ذاتي في حدود الأدب والذوق؛ لأن ذلك يؤدي إلى الراحة النفسية، كما أنه يؤدي إلى نوع من التفريق الذاتي، وهذا في حد ذاته مفيد.
إذن أنا لا أرى أبدا أي ضرر أو خلل في الكتمان في بعض الأمور، ولكنه بالطبع ليس مفيدا في بعض الأمور الأخرى الوسطية، وأنت بالنسبة لهذه الرواية إذا كنت تريد أن تعرضها على أحد الأدباء أو على أستاذ لك أو مصحح لغوي هذا لا يعني أنك قد أبحت بالسر، هذا ربما يكون أمرا جيدا، وذلك من أجل التجويد ومن أجل أن تكون قد قمت بإخراج عمل جيد، هذا مجرد فكرة، أما إذا كنت تثق في مقدراتك، وأن لست بحاجة لاستشارة الآخرين أو الانتفاع بمقدراتهم فلا مانع من أن تقوم بعملك بصورة منفردة.
وبالله التوفيق.