السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ابن أخ يبلغ من العمر خمس سنوات، يعاني من مشكلة النسيان وصعوبة في النطق، مع العلم أن البيئة التي يعيش فيها مثقفة وواعية من الوالدين، حتى أهل الأب وأهل الأم ووالداه يشجعانه ويخصصان وقتا لتعليمه، حيث إن والده مدرس فصول دنيا ويحبه الأطفال ويطلبه أولياء الأمور لتدريس أبنائهم لحسن تدريسه وحسن معاملته مع الطلاب، حيث إنه يدرس أصغر المراحل (أول ابتدائي)، وباعه طويل ولكن لا أدري لماذا أصبح ابنه هكذا.
والآن ابن أخي في الروضة، وكنا على أمل أن يتغير في الروضة لاختلاطه بالأطفال، ولكن للأسف يحب الغياب، ولا يمر أسبوع إلا ويغيب يوما ويأتي بأي عذر من أجل الغياب، فهل هذا الولد لا يحب الدراسة أم أنه يحتاج إلى المزيد من الاهتمام؟!
مع العلم أني أكتب هذا الكلام وأنا حزين عليه، ولا أحب أن أقول عنه: إنه كثير الغياب أو لا يحب الدراسة حتى لا أنقل له شحنات سالبة، بل بالعكس أريد أن أبحث عن أي شيء جيد يقوم به، وأطلق له كلمات تشجعه حتى يتشجع وتنقل له شحنات موجبة، فما هو الحل؟!
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا على رسالتك، ونأسف كثيرا لتأخرنا في الرد عليك، وهذا الطفل الذي يبلغ من العمر خمس سنوات ويعاني من مشكلة ضعف الاستيعاب وكذلك صعوبة في النطق لابد من التأكد من مستوى الذكاء لديه، فمن أكبر أسباب النسيان وعدم الاستيعاب في هذا العمر هو ضعف المقدرات المعرفية، أي: ضعف الذكاء، ويعرف أن حوالي 2.5 إلى 3% من الناس يعانون من ضعف عضوي في الاستيعاب، ويتم التأكد من مستوى ذكائه عن طريق الملاحظة العامة من جانبكم، وذلك بمقارنته برفاقه، ولكن الطريقة العلمية الأدق هي أن يذهب به إلى أخصائي الصحة النفسية ليقوم بإجراء اختبارات الذكاء لديه.
وأنا على ثقة كاملة أن عندكم خدمات للصحة المدرسية، ومن الأسس الضرورية في مثل هذه الخدمات هي اختبار الذكاء بالنسبة للأطفال، فأرجو أن يتم ذلك، وعموما حتى ولو كان الطفل متخلفا من الناحية المعرفية فوسائل الحل والعلاج تقريبا واحدة، وهي التكرار والتشجيع وعدم الانتقاد، أي أن تكرر له المادة أكثر من مرة حسب درجة ذكائه، وأن تنمى فيه المقدرات الاجتماعية، كما أن العلاج عن طريق اللعب يعتبر علاجا علميا ناجحا جدا، أي: أن يزود الطفل بالألعاب التي تناسب عمره، وهناك ألعاب مفيدة جدا، فهذه الألعاب العلمية المفيدة تعتبر وسيلة ممتازة جدا لتقوية التركيز لدى الطفل.
ومن وسائل التشجيع المعروفة هي طريقة النجوم، وتتمثل في أن يوضع للطفل نجمة أو نجمتان في غرفة نومه على الحائط مثلا، وذلك حين يقوم بأي عمل إيجابي، وتسحب منه نجمة أو نجمتان لما يقوم به من أعمال سلبية، ولابد أن يشرح ذلك للطفل بصورة واضحة وجيدة، وفي نهاية الأسبوع يستبدل ما تحصل عليه من نجوم بشيء مفضل لديه، فهذه الطريقة هي طريقة سلوكية معروفة، وإذا طبقت بالطريقة الصحيحة مع المداومة عليها فإن شاء الله تكون ذات نتائج إيجابية جدا.
ولا شك أن مركز والده التربوي سيكون وسيلة من الوسائل التي تتيح لهذا الطفل فرص التدريب والتأهيل الأفضل، فأرجو أن يستغل ذلك، وأيضا اختلاط الطفل بالأطفال يعتبر ضرورة، والحمد لله هذا متوافر له يتمثل في ذهابه إلى الروضة والاندماج مع الأطفال؛ لأن الطفل يتعلم كثيرا من بقية الأطفال.
فهذا هو الذي أود أن أقوله، وأنت مشكور جدا في أنك تشجعه، والتشجيع والتحفيز والترغيب تعتبر هي الطاقات النفسية المطلوبة ليتحسن الأداء الإيجابي للطفل.
بارك الله فيك وأسأل الله له العافية والسداد.
وبالله التوفيق.