السؤال
السلام عليكم..
أعاني من الحيرة وتقلب المزاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامرمحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فرسالتك لم تحمل الكثير من التفاصيل، ولكن سنقوم بالإجابة عليها قدر جهدنا.
الحيرة وتقليب المزاج والذي ربما يكون أيضا مصحوبا ببعض القلق أو التوتر، وأيضا ببعض اضطرابات النوم، هذا ربما يكون عرضا عارضا، فربما يكون لديه بعض الأسباب التي أدت إلى ذلك، خاصة أن هنالك بعض الناس لديهم نوع من الاستعداد للتفاعلات النفسية السلبية مع بعض الأحداث الحياتية حتى وإن كانت بسيطة، وتقلب المزاج والحيرة ربما يكون أمرا مستمرا وشديدا ومطبقا، وفي مثل هذه الحالة يعتبر حالة مرضية لابد من علاجها، والذي يؤدي إلى مثل هذه الحالات التي فيها شيء من الاستمرارية في تقلب المزاج هو الاكتئاب النفسي.
عموما الذي أرجوه أولا هو: حاول أن تعالج أي أسباب تؤدي إلى هذا التقلب في المزاج، فإذا كانت هنالك أي مسببات أو ضغوطات نفسية – والحياة لا تخلو من هذه الضغوطات في هذه الأيام – فعليك أن تنظر بإيجابية، وتحاول أن تجد الحلول المناسبة لها.
أيضا أرجو أن تفرغ ما في داخل ذاتك، فهنالك بعض الناس الذين يتأثرون بالتراكمات النفسية الداخلية التي تكون غير مرضية بالنسبة لهم لا يعبرون عنها، وأنهم لا يريدون الدخول في نقاش أو حرج مع الآخرين، فهذا بالطبع يؤدي إلى احتقان نفسي داخلي، والذي ربما ينعكس حيرة وقلقا وتوترا وتقلبا في المزاج.
إذن: التعبير عن النفس وعن الذات في اللحظة في حدود الذوق وما هو مقبول يعتبر أمرا علاجيا جيدا.
هنالك أيضا من الضروري جدا أن تكون منظما لوقتك، وإدارة الوقت من الأشياء التي تساعد كثيرا في تحسين المزاج؛ لأن الإنسان يحس أنه قد أنجز وأصبح فعالا، وأنه يؤدي الأمور بجدية ولا يتقاعس، فهذه دافعية نفسية إيجابية جيدة جدا.
أيضا ممارسة الرياضة – أي نوع من الرياضة – خاصة رياضة المشي بمعدل 40 إلى 45 دقيقة في اليوم يعتبر مزيلا لتقلبات المزاج والقلق والتوتر، كما أن تمارين الاسترخاء هي أيضا تفيد كثيرا.
لا شك أن الالتزام بالصلوات في وقتها خاصة مع الجماعة تؤدي إلى راحة نفسية كبيرة، كما أن ملازمة كتاب الله والدعاء والذكر؛ هي أمور تفرج الهم والغم وكل ما يحدث للإنسان من حيرة، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك.
عليك أيضا بالتفكير الإيجابي، فانظر إلى الإيجابيات التي في حياتك، مهما كانت هنالك سلبيات سوف تجد هنالك إيجابيات أيضا، وحاول أن تركز على هذه الإيجابيات وأن تعظمها وتقويها، ضع هدفا في حياتك، وكن مفيدا لنفسك وللآخرين، هذا يشعرك بقيمة نفسية داخلية جيدة بالنسبة لك.
الجزء الأخير في العلاج هو أن تتناول أحد الأدوية التي تحسن المزاج، هنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم موتيفال، وهو من الأدوية الجيدة والبسيطة جدا، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى حبة صباحا ومساء – أي حبتين في اليوم - لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله وسوف تجد أنه قد ساعدك كثيرا.
إذا لم تتحصل على هذا الدواء (الموتيفال) هنالك دواء آخر يعرف باسم زيروكسات، ويسمى في المغرب بـ(ديروكسات)، وهذا الدواء هو مضاد للقلق والتوتر والاكتئاب والمخاوف والوساوس، وهو يفيد في مثل حالتك بإذن الله، وأنت لا تتطلب لجرعة كبيرة، بل المطلوب في حالتك هو أن تبدأ بنصف حبة (10 مليجرام) ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر أيضا، ثم توقف عنه.
بتطبيق هذه الإرشادات وتناول هذا الدواء، والدعاء لنفسك بما هو خير يفرج همك وغمك، ونسأل الله تعالى لك ولنا ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة.
وبالله التوفيق.