السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا تقدم لخطبة الفتاة ثلاثة أشخاص في وقت واحد، وكانوا جميعهم - ما شاء الله - نحسبهم على خير ولا نزكي على الله أحدا مما جعلها في حيرة شديدة، ولا تدري كيف تختار، فكيف يمكن لها أن تصلي صلاة الاستخارة عليهم جميعا في وقت واحد؟ وهل يصح أن يأتوا جميعا لخطبتها في نفس الوقت؟ وهل إذا رفضت أحدهم وهو شاب ممتاز؛ لأنه أصغر منها سنا، ولأنها تريد شقة منفصلة عن أسرته، فهل تكون قد ظلمته؟
أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من حق الفتاة أن ترفض من تشاء، وأن تقبل من تشاء، ولكن ليس من حقها أن تسيء لأحد أو تشهر بخاطب، وليس في رفضها لرجل من عيب؛ فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولكننا ننصحها بالقبول بصاحب الدين والخلق، فإن الأموال والمظاهر لا تغني عن أصحابها إذا لم يكن معها دين وأخلاق.
ونحن نقترح عليها أن تستبعد المتأخرين، أو تستبعد من تجد في نفسها تجاهه نفور، ثم تصلي الاستخارة على الآخرين.
وإذا كان بعض أولئك الشباب يعلم أن غيره قد سبقه إلى الخطبة، فما ينبغي أن يخطب على خطبته حتى يترك أو يأذن، وما ينبغي لأهل الفتاة أن يقبلوا بخاطب قبل أن يحسموا أمرهم مع من سبقه وذلك حتى لا تحدث المشاحنات والقطيعة بين الناس.
ونحن ننصحك بتقوى الله، وندعوك لعدم المجاملة في هذا الأمر، وأرجو أن تعلمي أن مشوار الحياة طويل فاختاري صاحب الدين والأخلاق، وشاوري والديك وأرحامك فإن الرجال أعرف بالرجال.
وليس عليك إثم في حال رفضك للخطاب، والأمر بيدك أولا وأخيرا.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.