السؤال
السلام عليكم
أنا امرأة عمري 34 سنة، وأصلي منذ أن كان عمري 12 سنة والحمد لله، كما أني أصوم في شهر شوال وغيره، وأقرأ القرآن يوميا، كما أحفظ كلا من سور يس والدخان والملك، ومشكلتي تتمثل في الوسوسة، إذ كلما أصلي تعتريني هذه الوساوس التي تصرفني عن جوهر صلاتي، بل بالعكس فأنا أحب فعل الخير ورضا الله عني؛ لأن هدفي هو الآخرة، فالدنيا دار فناء، فهل هذه الوسوسة من الشيطان أم أنا سببها؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abir حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنيئا لمن وفقها الله للمواظبة على الصلاة، ونسأل الله لك السعادة والهناء، ومرحبا بك في موقعك مع الإخوان والآباء.
لا يخفى على أمثالك أن معركتنا مع الشيطان مستمرة، وأن هذا العدو يحاول منع الإنسان من الصلاة والذكر والطاعات، فإن عجز عن ذلك حاول تضييع الخشوع ودخل من باب الرياء، ولكن هذه الشريعة العظيمة تسد عليه الأبواب ولا سبيل لهذا العدو ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وكيد الشيطان ضعيف، وإذا جاءك الشيطان فتوجهي لمالك الأكوان، وهذه بعض الأشياء التي تعنيك على الخشوع في الصلاة:
1- اللجوء إلى من بيده التوفيق والسداد.
2- الحرص على الطاعات والانشغال بالأذكار والقربات خاصة قبل موعد الصلوات.
3- الفراغ من الشواغل والصوارف كالطعام والشراب وقضاء الحاجة.
4- الصلاة في ثياب واسعة ونظيفة وفي جو معتدل وإبعاد التصاوير وكل ما يشغل.
5-الاستعداد للصلاة قبل وقتها والذكر والنوافل قبلها حتى تنتقلي من طاعة إلى طاعة.
6- استحضار معاني الأذكار فقولنا: ( الله أكبر ) تعني أن ما سواه صغير وحقير.
7- تدبر القراءة والطمأنينة في الاعتدال.
8- جعل الخشوع غاية وهم وقضية.
9- استحضار عظمة من تقف بين يديه.
10- الصلاة في جماعة ولو مع أخواتك أو بناتك في المنزل.
11- دراسة فقه الصلاة.
واعلمي أنك مأجورة على المجاهدة وعلى ما تحقق لك في الخشوع كما قال ابن القيم في الذي يجتهد ويحاول ويصارع من أجل الخشوع هذا في جهاد وصلاة.
أرجو أن تعلمي أن شريعتنا العظيمة ترغم هذا العدو وترد كيده بسجدتين للسهو يبكي هذا العدو لأجلها لأنه يتذكر أنه طرد من رحمة الرحيم لامتناعه عن السجود وهناك مناسبة لطيفة بين السجود وبين تحقيق الخشوع.
لا داعي للقلق فإن مواظبتك على الصلاة واهتمامك بتحقيق الخشوع هو أهم ما يعنيك على تذوق حلاوة الصلاة.
أرجو أن أعلن لك سعادتي بهذا السؤال الذي يدل على ما في نفسك من الخير وليس أدل على ذلك من رغبتك في الخشوع وابشري فإن من سار على الدرب وصل.
نسأل الله أن يرزقنا وإياك الخشوع ومرحبا بك مجددا وشكرا لك على السؤال.
والله الموفق.