السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على كل جهودكم التي تبذلونها في إرشاد الناس.
في بعض الأحيان عندما أسمع أو يصادف أمامي شيء يعلق في ذهني، وكلما أريد أن أنساه يعلق أكثر ولفترات قد تصل إلى يوم، وعندما يصير شيء موجود فيه يرجع إلي بعد أن أنساه، وبعض هذه الأشياء من الحرام.
فأريد استشارتكم في هذا الأمر، وبارك الله فيكم وزادكم من فعل الخير، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الذي ذكرته ليس هو عنان العقل الباطني، إنما هو في نطاق الوعي والوعي الكامل للإنسان، ويعرف أنه في عمرك هذا ربما تدور بعض الأفكار وتلتصق بمزاج الإنسان ووجدانه الداخلي، وربما تحمل الصفات التحليلية الدقيقة، وهذا قد يدخل الإنسان في نوع من أحلام اليقظة.. هذه أمور تحصل في هذه المرحلة العمرية لدى بعض الناس وهي بالطبع دليل على وجود قلق بسيط أيضا.
أرجو أن تحقر الفكرة، فحين تأتيك الفكرة لا تسترسل في تحليلها، وحاول أن تغيرها إلى فكرة أخرى، اقرأ مثلا آية من القرآن أو حديثا أو تذكر بيتا من الشعر الجميل أو قم بعمل ما أو اذهب وتناول كتاب.. إذن انقل نفسك من هذه الأفكار العارضة والتي تحاول أن تسيطر على كيانك، المبدأ هو أن تستبدلها بقول أو فعل أو فكرة أخرى.
لا شك أن الإنسان حين يستهويه شيء من الحرام عليه بالاستغفار، فالاستغفار هو سيد الموقف في مثل هذه الأمور، ويجب أن تحقر فكرة الحرام؛ لأن الحرام بالطبع هو حقير، الأمر أيضا يتطلب بعض الحزم مع النفس، وهذه الأفكار تحمل أيضا السمات الوسواسية، والوسواس دائما يعالج بتحقيره واستبداله بفكرة أو قول أو خيال مضاد له.. إذن أرجو أن تطبق ذلك يوميا بمعدل مرتين في اليوم وأن تستغرق كل جلسة نفسية حوالي 20 دقيقة.
أيضا يمكنك أن تستجلب بعض الأفكار التي تسبب لك القلق أو الأفكار التي تود تحليلها دون التعمق فيها، استجلب الفكرة ثم بعد ذلك استجلب الفكرة المضادة وحاول أن تنميها وتقويها.
أود أن أقول لك أيضا العلاج الدوائي، هنالك دواء يعرف باسم (فافرين) هذا الدواء وجد أنه جيد جدا في هذه الأفكار التي تلح وتحاول أن تجد لنفسها مكانا في عقل الإنسان.. هذه الأفكار الوسواسية التي تحمل أيضا سمات أحلام اليقظة الفافرين يعتبر دواء جيدا في كبحها وكذلك تقليل القلق والتوتر.
أرجو أن تتحصل على هذا الدواء وتبدأ في تناوله بجرعة 50 مليجراما (حبة واحدة) ليلا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى 50 مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
الأمر بسيط فقط عليك اتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء، وكما ذكرت لك هو مرتبط بالمرحلة العمرية وسوف يزول بإذن الله تعالى، ركز على دراستك وعلى ما يفيدك .. هذا أيضا يعطيك مساحة متسعة من الفكر الإيجابي ويقلل من هذه الأفكار المتطايرة والتي تسيطر عليك من وقت لآخر، وكن حريصا على ممارسة الرياضة الجماعية، فالرياضة تمتص طاقات القلق والوساوس والتوتر، وبالطبع كن حريصا على صلواتك وعباداتك وتلاوة القرآن ووردك اليومي، وعليك بالدعاء، وأسأل الله لك الحفظ والتوفيق والسداد والنجاح دائما بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.