السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في العشرين من عمري، أحب شخصا أكبر مني وعمره (42) عاما، وهو متزوج وأريد الزواج به، وقد خطبني من أهلي، ولكن أهلي غير راضين لأنه أكبر مني ومتزوج، فهل لي الحق أن أقف بوجههم لكي يزوجوني، وهل إذا أصررت على أمي وجعلتها توافق يعتبر عقوقا؟
مع العلم أنني أعرف أنها من داخلها غير راضية.
أفيدوني يرحمكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا ننصح الفتاة بمخالفة أهلها في موضوع الزواج؛ لأن أهل الفتاة هم مرجعها وأحرص الناس عليها، وقد تجد الفتاة خاطبا بل وخطابا لكنها لن تجد أما وأبا، ومن هنا فنحن نتمنى أولا أن تلطفي الجو في أسرتك وتجتهدي في إرضاء والدتك، واعلمي أنها لا تريد إلا مصلحتك، وأرحامك أعرف بالرجال منك، ومرحبا بك في موقعك وشكرا لك على سؤالك، ولا يخفى عليك أن شريعتنا لا تمنع الزواج مع وجود الفارق في العمر ولكنها تجعل الدين هو الأساس.
فهل الرجل المذكور صاحب دين؟ وكيف ومتى نشأت هذه العلاقة التي نحتفظ على وصفها بكلمة (حب) لأننا نعتقد أن الحب الحقيقي الشرعي الحلال هو ما كان بعد الرباط الشرعي، وأرجو أن تعرفي أن الكلام الجميل فن يجيده كثير من الناس وخاصة في فترة الخطوبة، ولكن العبرة بصدق الفعال ومطابقتها للأقوال بعد المراقبة والخوف من الكبير المتعال، ولست أدري ما هي طبيعة العلاقة بين الرجل المذكور وأسرته، وهل عنده قدرة على العدل والإنفاق والبذل؟
وأرجو أن تعلمي أن الشريعة جعلت أمر الزواج للفتاة، وأن البكر تستأذن، وأن الثيب أحق بنفسها من وليها، فالرأي أولا وأخيرا للفتاة، ولا مجال للآخرين إلا إذا كانت الاعتبارات شرعية، كأن يكون المتقدم فاسقا أو عاصيا أو تاركا للصلاة، ومع ذلك فنحن ننصح كل فتاة أن تحرص على إرضاء أسرتها، فإذا كان الرجل صاحب دين ومشهود له بحسن الأخلاق والسيرة فاحرصي على إقناع أهلك، وأكثري من اللجوء إلى مصرف القلوب، واطلبي مساعدة العقلاء والفضلاء عن محارمك، واطلبي منه تكرار المحاولات وإدخال الوجهاء والوساطات.
وأما إن كان ضعيف الدين فإن السلامة لا يعدلها شيء، فحكمي عقلك بعد استخارتك لربك ومشاورتك للعاقلات والصالحين من محارمك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
والله الموفق.