السؤال
السلام عليكم وحمه الله وبركاته
عندي التهاب بالسائل المنوي -أعزكم الله- وما سبب لي من تشوهات بالحيوانات المنوية بنسبة 90%، وقد استخدمت المضادات الحيوية على مدار سنتين وعملت دوالي الخصية ولكن دون أي تحسن، بل العكس في بعض التحاليل تكون النسبة 94% علما أن العدد ممتاز 30 مليون يزيد عن ذلك في بعض التحاليل.
بعض الأطباء هداهم الله قال لي: أنه لا يمكن لك الإنجاب إلا عن طريق أطفال الأنابيب أو التلقيح المجهري، وبعضهم قال: قد يكون هناك حمل ولكن بنسبة 1% فقط.
السؤال: هل هنالك علاج فعال يقضي على هذه المكروبات (الصديدية) أم كما قال لي أحد الأطباء: إنه لا علاج لها؟
أفيدوني أفادكم الله.
وفي الختام لا أقول إلا: ((رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين))[الأنبياء:89].
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم..
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وجود التشوهات بهذه النسبة العالية يقلل من احتمالية حدوث الحمل بشكل طبيعي وقد نحتاج معه إلى اللجوء إلى الحقن المجهري، حيث وحسب معايير منظمة الصحة العالمية يكون مطلوب وجود أكثر من30% من الحيوانات المنوية سليمة لحدوث الحمل، ولكن يجب في البداية محاولة الوصول للسبب في هذه التشوهات وهي أسباب متعددة:
1- منها ما ذكرت من وجود التهابات وعدوى صديدية تسبب حدوث التشوهات، وأتعجب هنا من استمرار الالتهابات طوال السنتين بالرغم من تناولك للمضاد الحيوي، وهنا أشير إلى نقطة أننا نقوم بتشخيص وجود التهابات وعدوى إذا كان عدد الخلايا الصديدية Round cells أعلى من 10/Hpf أو أكثر من 1000000/ML وعندها نقوم بعمل مزرعة للتعرف على الميكروب المسبب للالتهابات/ ومعرفة المضاد الحيوي المناسب للميكروب، أما إذا كانت النسب أقل من ذلك، فلا داعي لتناول علاج حيث لا تسبب هذه النسب أي مشكلة بالنسبة للسائل المنوي، لذا أرى إعادة التحليل والتأكد من هذه النسب ومن ثم عمل المزرعة وتناول المضاد الحيوي المناسب حسب نتيجة المزرعة.
2- وجود دوالي الخصيتين ومنه أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نسبة التشوهات ولكنك أشرت إلى أنك قد قمت بعمل العملية ويمكنك هنا عمل تحليل دوبلكس على الخصيتين لاستبعاد عودة الدوالي مرة أخرى حيث قد تكون هي السبب.
3- التلوث البيئي من التعرض للتلوث بمواد مثل الرصاص أو إشعاعات قد تؤثر على عمل الخصية.
4- تناول بعض الأدوية بشكل مزمن قد يكون له تأثير على شكل الحيوانات المنوية.
5- بعض الأمراض الجينية حيث يكون هناك خلل في الجينات فيؤثر ذلك على وظيفة الخصية، وبالتالي على شكل الحيوانات المنوية.
إذن إذا استطعنا أن نصل إلى سبب محدد مما سبق يمكن علاجه عندها، يمكن أن يحدث التحسن مثل علاج الالتهابات أو الدوالي أو التلوث أو إيقاف الأدوية، أما مع استبعاد كل ذلك فيبقي أن يكون المسئول هو الخلل الجيني، فعندها سنلجأ إلى الحقن المجهري باستخلاص الحيوانات المنوية السليمة القادرة على الإخصاب وتجهيز الزوجة والبويضات ومن ثم إخصاب البويضة وإعادتها إلى الرحم لاستكمال الحمل بإذن الله.
وتكون نسبة نجاح الحقن المجهري 30 % ويمكن إعادة المحاولة عدة مرات حتى إتمام الحمل بإذن الله.
والله المستعان.