هل جرحت مشاعره لأني رفضت مسايرته في الكلام؟!

0 34

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي تتعلق بالشات، أنا إنسانة متقية -والحمد لله- أدخل على الشات لأتعرف على الشباب لمناقشتهم في المواضيع التي تهمنا كالدراسة والأخلاق والتدين، هذا كان غرضي دائما، لكني أصادف صعوبات، حيث إن كل شخص أتحدث معه يحسب أننا سنكون على علاقة بعد التعارف، كما هو الشأن بالنسبة لشخص تكلمت معه لمدة، كنا نناقش شتى المواضيع، خاصة في الجانب الديني، وكنت أرفض تماما أن أظهر صورتي أو أن أعطي رقم هاتفي -ولا زلت- رغم إلحاحه الدائم.

المهم أنه بعد فترة أصبح يبدي إعجابه بي وتعلقه بي بطريقة غير مباشرة، وكنت أشكره على هذا فقط دون أن أبدي رأيي فيه، وكان يحاول أن يعرف ما إذا كنت كذلك أبادله نفس الشعور، فسألني ذات يوم مباشرة، فقلت له إنه إنسان خلوق محترم -ما شاء الله- فقال: لا. هذا سوى رأي، أنا أريد شعورك، فقلت له: هذا هو رأيي وليس لدي شعور، فبدأ يصر على مصارحته بما أشعر تجاهه، عندها قلت له: إننا أصبحنا نتكلم في موضوع خارج عن النطاق، يعني أنني لست هنا لأتحدث عن المشاعر، ولكنني أستخدم الشات لمناقشة المواضيع وليس لإقامة العلاقات، عندها أحس بإهانة وكأنني جرحت مشاعره، والآن لا أعرف إذا كنت قد ظلمته، أو أنني قاسية المشاعر.

أرجو أن تبدوا رأيكم في هذا، وانصحوني لوجه الله، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ghita حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا ظلم للشاب في إصرارك على الصواب، وهل تخطئ من ترفض التنازل والتهاون؟ وأرجو أن تعلمي أن هذا الشاب إذا كان فيه خير فسترتفع قيمتك في نفسه، ولا تقبلي به أو بغيره إلا إذا جاء للبيوت من أبوابها، ويراعي أحكام الشريعة وآدابها، وننصحك بإيقاف التعامل مع الشباب والرجوع إلى الواحد التواب.

إنك إما فاتنة أو مفتونة، ولن يدوم صمودك في هذا الميدان؛ لأن الشيطان حاضر وله خطط وأساليب، فهو يستدرج ضحاياه ويزين لهم القبائح حتى يوصلهم إلى الشرور والفضائح، وأرجو أن تركزي جهودك على الفتيات فإنهن يتأثرن بأخواتهن الناصحات، وأنت غير مكلفة بدعوة الشباب لما في ذلك من المخاطر، كما أنك قد اعترفت بأن الشباب يعتقدون أنك تريدين تكوين علاقات، وهذا هو الظن بكل من تسلك هذا السبيل، فلا تضعي نفسك في مواضع التهم.

اعلمي أن الفتاة كالثوب الأبيض لا يحتمل الأوساخ، ولا تملك الفتاة أغلى من حيائها بعد إيمانها، فعجلي بالفرار، واعلمي أن هذا التأنيب من الشيطان من أجل أن تقدمي مزيدا من التنازلات، ونحن نخاف عليك؛ لأن المرأة تتأثر بالكلام المعسول، وهذا فن يجيده معظم ذئاب الإنترنت، فاتقي الله في نفسك، وصوني قلبك قبل أن تفقديه، واعلمي (أن الدخول في الشباك هين، ولكن التأمل في الخروج)! والعافية لا يعدلها شيء.

هذه وصيتي لكم بتقوى الله، ومرحبا في موقعك بين آباء وإخوان أسعدهم تواصلك مع الموقع، وأفرحهم اهتمامك وسؤالك، وكل ذلك دليل على أنك على خير، وها نحن ندعوك لحصر جهودك الدعوية والحوارية في جمهور النساء، وقولي لنا ما هي مواقعك المفضلة نقول لك من أنت؟

أرجو أن تقبلي نصيحة أب مشفق وأخ عطوف، واعلمي أننا نغار على أخواتنا ونبذل جهودنا في إبعادهن عن مواطن الريب.

سدد الله خطاك وثبتك وهداك.

مواد ذات صلة

الاستشارات