السؤال
السيد الدكتور محمد عبد العليم المحترم
تحية طيبة، وبعد:
أرجو من الله أن تكون بأحسن حال.
عودة إلى مشكلة الرهاب الاجتماعي، فأنا ما زلت لست متأكدا من حالتي، فكما ذكرت في استشارتي السابقة ما زلت أعاني من بعض الأعراض مع أني لم أتعرض لأي موقف حقيقي بعد، إضافة إلى هذا أود أن أستشيركم في الموضوعين التاليين:
القذف السريع: أنا أذكر هذا الموضوع لأول مرة لأني لاحظت فرقا فيه قبل وخلال وبعد أخذي للأدوية التي وصفتها لي.
أنا متزوج منذ حوالي 5 سنوات وأعاني من مشكلة القذف السريع، خلال فترة أخذي للسيروكسات والزولفت لاحظت أن الوضع تحسن ليس وصولا للوضع المرجو لكن تحسن. وبعد توقفي عن أخذ الأدوية عاد الوضع إلى ما كان عليه.
باعتقادي أن استمرار هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى مشاكل حقيقية في العلاقة الزوجية.
سؤالي هو: ما علاقة الرهاب الاجتماعي بالقذف السريع؟
إذا كانت مشكلة الرهاب الاجتماعي قد حلت حقيقة فلماذا عاد القذف السريع؟ كيف يمكن حل مشكلة القذف السريع نهائيا؟
الموضوع الثاني: لدي شعور دائم بنوع من الكآبة وعدم الإقبال على الحياة، فلدي شعور دائم بالملل وبنفس الوقت الخوف من التغير، فالروتين اليومي ممل، والتغير مخيف وغير محبذ.
سؤالي هو: كيف لي أن أخرج من هذه الدوامة والإقبال على الحياة بدون مخاوف؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي يرتبط كثيرا بالقلق التوقعي الذي يجعل الإنسان يشعر بهذه المخاوف حتى وإن لم يعرض نفسه للموقف الاجتماعي الذي ربما يحدث له نوعا من الخوف والاضطراب فيه، وعليه دائما نقول أن العلاج في الخيال يعتبر في مثل هذه الحالات مهم وفعال جدا، فالتعرض في الخيال للمواقف يعتبر شيئا إيجابيا جدا، فأرجو أن تمارس ذلك، وأرجو حين تأتيك هذه الأفكار القلقية عليك أن تقلل من قيمتها وأن تحاول أن تحقرها وأن تستبدلها بفعل مخالف لها.
بالنسبة للقذف السريع؛ نعم الزيروكسات والزولفت وكذلك الأنفرانيل وحتى البروزاك والسبراليكس تساعد كثيرا في علاج القذف السريع.
أما بالنسبة للعلاقة بين الرهاب الاجتماعي والقذف السريع فهنالك علاقة لأن الرهاب الاجتماعي يعتبر أصلا من أمراض القلق النفسي، فالرهاب الاجتماعي تشخيصيا يأتي تحت القلق النفسي، والقلق النفسي يعتبر في كثير من الناس هو المسبب الحقيقي والرئيسي للقذف السريع.. إذن العلاقة موجودة وموثقة ومثبتة.
أما كيفية علاج القذف السريع، فالطريقة السلوكية المتبعة هي بعد أن يتم الإيلاج أثناء المعاشرة الزوجية هنا يخرج الإنسان عضوه، بمعنى أن يوقف عملية الجماع، ثم بعد ذلك يحاول الإيلاج مرة أخرى... هذه الطريقة وجد أنها تؤدي إلى نوع من فك الارتباط الشرطي وهي آلية من آليات العلاج النفسي، وهذه الطريقة ربما تكون فيها شيء من عدم الإقناع أو الاستمتاع ولكنها أيضا تعتبر علاجا فعالا.
والطريقة الثانية هي الإسراف في الخيال والتفكير في أثناء الجماع بما هو مضاد للشهوة والاستمتاع، وهذه الطريقة أيضا وجد أنها فعالة وإن كنت لا أحبذها شخصيا.
أما الطريقة الثالثة فهي الأدوية، وكما ذكرت لك يعتبر (الأنفرانيل) من الأدوية القديمة ولكنه جيد جدا في تقليل القذف أو تأخيره، والجرعة المطلوبة هي 25 إلى 50 مليجراما يوميا ليلا، ويتميز هذا الدواء بأنه ليس بباهظ التكلفة ولكن يعاب عليه إلى شعور بالجفاف في الفم أو نوع من الاسترخاء الزائد وربما يزيد من معدل النوم لدى بعض الناس، ولكنه أول دواء استعمل لعلاج مثل هذه الحالات.
والأدوية الثانية بالطبع ( الزيروكسات، والزولفت، والسبراليكس، والبروزاك ) تعتبر من الأدوية الجيدة جدا.
الشعور بالكآبة وعدم الإقبال على الحياة هو في الحقيقة نوع من التفكير المعرفي السلبي، وهذا يهزم ويقهر ويتم التغلب عليه بالتمعن في الحياة وفي قيمتها وفي إنجازاتها وما هو إيجابي في حياتك، وسوف تجد أن ذلك يساعدك كثيرا إن شاء الله إذا نظرت فيه بعمق وتأمل مع الشعور بالقيمة العلاجية لمثل هذا الأسلوب، فكثيرا من الناس يعتبر إنجازاته ونجاحاته من المسلمات، أبدا هذا ليس صحيحا، فهذه نعم عظيمة، كما أن إدارة الوقت بصورة ممتازة تجعل الإنسان ينجز إنجازا إيجابيا، والإنجاز الإيجابي يؤدي إلى هزيمة الاكتئاب، هذا أمر ضروري جدا.
أيضا بالطبع الإكثار من الاستغفار والدعاء يساعد كثيرا في إزالة الاكتئاب، وإذا كنت ترى أن هذه الكآبة مطبقة للدرجة التي أفقدتك الاستمتاع بالحياة فلا مانع أن ترجع وتتناول الدواء، لا مانع أبدا في ذلك، (وما جعل الله من داء إلا وجعل له دواء فتداووا عباد الله)، وهذه أمور مشروعة ومتاحة لك، خاصة أن الأدوية الآن سليمة جدا وليست ذات آثار جانبية كثيرة، وحتى إذا رجعت للزيروكسات للتغلب على مشكلة القذف السريع وكذلك ما تبقى من مخاوف وأيضا هو دواء فعال للاكتئاب، أنا شخصيا لا أرى أبدا مانعا في ذلك، ويظهر أن لديك بعض الاستعداد لهذه الأعراض العصابية والنفسية، فلا تحرم نفسك أبدا من نعمة العلاج.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.