كراهية الدراسة وقلة الإنتاجية وتراجع التركيز والتفكير

0 301

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحب استشارة سابقة لديكم، وملخصها أني واجهت مشكلة صحية أعاقتني عن الدراسة وقد ساهمت حساسيتي لهذا النوع من المشاكل وقلة صبري وتحملي بحالة تتمثل أعراضها في:

ـ أني أصبحت لا أجد نفسا للدراسة وأحس بضيق.
ـ أحس دائما أثناء شروعي في عمل دراسي ما بأن روحي ستصل إلى أنفي.
ـ أحس أن هناك غمة في قلبي.
ـ أحس وكأن هناك صخرة على صدري.
ـ أصبحت قليل الإنتاجية وتراجعت قدرتي على التركيز والتذكر والتفكير.
ـ لا أستطيع الاستمرار في الدراسة ولو لفترات قصيرة وأشعر دائما بالحاجة للراحة والترفيه.

في المرة الفارطة قدمت لي مجموعة من النصائح المفيدة، كما وصفت لي دواء ( البروزاك حبة واحدة كل يوم لمدة 4 أشهر متواصلة ).

أنا الآن أمضيت 3 أشهر وأسبوع في تناول البروزاك، ولقد أحسست بتحسن كبير لفترة محدودة في بداية العلاج ( لكن حالتي رجعت إلى وضعها السابق بعد هذه الفترة ) وكنت أتصور أنه في غضون شهرين أو أكثر قليلا ستتقلص هذه الأعراض على الأقل بنسبة 50 % لكن هذه الأخيرة لا زالت موجودة بشكل يعيقني كثيرا عن العمل، فما هي نصيحتك لي يا دكتور؟ وهل أواصل تناول البروزاك أم أتوقف عليه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أود أن أؤكد وأريد فعلا أن نتثبت أنا وأنت في ضرورة تطبيق الإرشادات السلوكية السابقة التي ذكرتها لك في استشارات سابقة، فهي إن شاء الله مفيدة جدا ولابد للإنسان أن يعرف قيمة الأشياء، فحين يعرف قيمة الأشياء سوف يتخطى كل العقبات وكل الصعوبات، ومن الواضح أن لديك بعض أعراض القلق وبعض أعراض الاكتئاب هي التي أشعرتك وأحسستك بهذا الملل، ولكن عليك أن تتذكر قيمة الدراسة وأهميتها، فهذا أمر ضروري جدا.

وكما ذكرنا الإنسان في هذه الدنيا يمكن أن يفقد كل شيء؛ كل مكتسب من مال وغيره، ولكن علمك ودينك لا تفقدها أبدا إن شاء الله، فهي جزء من حياتك، وعلى ذلك أرجو أن تضع أهدافك الإيجابية، وأرجو ألا تقلل من قيمة ذاتك أبدا.

القراءة ممتعة والعلم ممتع والدراسة ممتعة، ولكن النفس أيضا لابد أن نكبحها، فأنت قلت أنك تحب الراحة والترفيه، هذا ليس ممنوعا، ولكن يا أخي كل شيء يجب أن يكون بمقدار.

فتش عن وسائل كثيرة، القراءة في مجموعات، تخير الأوقات الصباحية بعد صلاة الفجر.. هنالك عدة وسائل للتحصيل والتحصيل المتميز.

بالنسبة للعلاج الدوائي، نعم استمر على البروزاك بل ترفعه إلى كبسولتين (40 مليجرام) في اليوم، هذه هي الجرعة الفعالة لبعض الناس، علما بأن يتناوله الإنسان حتى أربع كبسولات (80 مليجرام) في اليوم، ولا أرى أنك محتاج لهذه الجرعة، ولكن أرجو أن ترفعها الآن إلى كبسولتين ( 40 مليجرام ) لمدة ستة أشهر متواصلة، ثم بعد ذلك يمكن أن نخفضها إلى كبسولة واحدة، ويمكن أن نتواصل إن شاء الله.

البروزاك دواء جيد وفعال وسليم جدا، أرجو أن تغير خارطة التفكير لديك، فأنت لديك القدرة ولديك الوسائل، ولكن عليك بالتحرك الإيجابي بكل عزيمة وإصرار.
أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والنجاح والسداد.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات