مظاهر التواضع والحياء..وآثارها على الفرد والمجتمع

0 467

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما هي مظاهر التواضع والحياء وما آثارها على المجتمع؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الحياء خلق الإسلام، وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، ومنه تعلم الصحابة الكرام الحياء، فكانت الملائكة تستحي من ابن عفان، وقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه في فإن الحياء لا يأتي إلا بخير.
وللحياء أقسام: أعلاه الحياء من الله، ويكون بحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وبتذكر الموت والبلى، والحياء من الناس، وذلك بأن يترك الإنسان كل ما عابه الشرع، ويبتعد عن كل ما تستهجنه الفطر السليمة.
والحياء رادع ومانع من السقوط، والحياء من الرجل جميل، وهو في المرأة أجمل ولا تملك المرأة بعد الإيمان أغلى من الحياء، وهو لها كالغطاء للحلوى فإذا فقدت المرأة الحياء كانت عرضة للأعين والألسن، كما أن الحلوى إذا فقدت غطاءها كانت عرضة للجراثيم والقاذورات، وقد أحسن من قال:
إذا وقع الذباب على طعام ** رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء ** إذا كان الكلاب ولغن فيه
أما مظاهر الحياء فتتمثل في محافظة المرأة على حجابها، وعدم الخضوع عند كلامها، والاعتدال في مشيتها، والمحافظة على سمعتها وذلك بترك كل ما يعاب بعد عبادة وطاعة الواحد الوهاب واتباع السنة والتمسك بالكتاب.
أما بالنسبة للتواضع فإنه سر كل رفعة وتوفيق، وهو من خصال عباد الرحمن الذين وصفهم الله فقال: ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا))[الفرقان:63] وهو من أخلاق أولياء الله الذين قال فيهم: ((أذلة على المؤمنين))[المائدة:54] وقد أحسن من قال:
إن التواضع من خصال المتقي *** وبه التقي إلى المعالي يرتقي
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أهل التواضع بالرفعة فقال: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه)، وقد كان خير مثال للتواضع وتأثر به الأصحاب فلم يترفعوا على الناس رغم ما نالوه من رفعة في هذه الدنيا، والمتواضع مثل السنبلة العامرة بالخير فإنها تتدلى بخلاف السنبلة الفارغة فإنها تشمخ وترتفع وهي وضيعة قليلة الفائدة، وقد أحسن من قال في وصف بعض المتواضعين:-
دنوت تواضعا وعلوت مجدا *** فشأنك في انخفاض وارتفاع
ويقابل صفة التواضع خصلة الكبر التي هي صفة لإبليس، ولأجلها طرد من رحمة الله، وهي صفة الكفار الذين حجبوا بسببها عن الهداية، و(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ... هكذا قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقال له الصحابة: (إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، فقال لهم: إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر بطر الحق (يعني دفعه) وغمط الناس (يعني احتقارهم)).
والمتواضع محبوب بين الناس لأنه يألف ويؤلف، وهو قريب من رسولنا يوم القيامة، ومن علامات دلائل التواضع ما يلي:
1- الاهتمام بالناس.
2- الإقبال عليهم والاستماع لهم.
3- الشفقة عليهم وإيثارهم.
4- زيارتهم والأكل من طعامهم.
5- عدم الترفع عليهم بالثوب أو المجلس.
6- عدم رفع الصوت عليهم.
7- تطييب خواطرهم، وزيارة مريضهم إلى غير ذلك من الخصال التي تستفيدها من دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
ونسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات