دور الوراثة في الأمراض النفسية

1 522

السؤال

السلام عليكم

إذا كان أخو خطيبتي مصابا بحالة نفسية أصيب بها نتيجة ظروف صعبة وتربية صارمة في عمر 16 سنة، وهو الآن يبلغ 29 عاما، وهو منقطع عن العالم ولا يكلم الناس ولا يكلم أهله ولا يفعل أي شيء، ولا يعرف ماذا يحصل في الدنيا، ويقرأ الكتب الدينية فقط، وليس له أي نوع من الإيذاء للآخرين، فهل هذا النوع من الأمراض يورث؟!
لأني في حيرة وقلق شديدين على أطفالي في المستقبل.
مع الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أثير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دور الوراثة في الأمراض النفسية سبب الكثير من المشاكل والانزعاج لكثير من الناس، ونحن لا ننكر أن للوراثة دورا في الأمراض النفسية، ولكنه ليس الدور الوراثي المباشر، أي أنه لا توجد جينات تنتقل من شخص لآخر، وإنما الذي ربما يورث هو الاستعداد للمرض النفسي إذا تهيأت الظروف الحياتية الغير مواتية.

الأرقام تقول: إنه إذا كان الوالدان مصابين بمرض نفسي أو عقلي – مثل مرض الفصام – فاحتمال إصابة الذرية في هذه الحالة هو 40%، وهذه حالات نادرة جدا، أي: من النادر أن يكون الأبوان مصابين بهذا المرض، أما إذا كان المصاب هو الأب أو الأم فإن 15 إلى 20% من الذرية ربما يصابون بالمرض نفسه أو مرض مشابه له، وهذه تعتبر نسبة ليست مرتفعة.

أما إذا كان المصاب هو الأخ في مثل حالة خطيبتك هذه فإن نسبة التأثير الوراثي هي 5 إلى 12% بالنسبة لذريتها، وهذه تعتبر بالطبع نسبة بسيطة جدا، وهذه النسبة – الإصابة بالمرض – لا تحدث مع وجود العامل الوراثي إلا إذا كانت هنالك ظروف بيئية أخرى – كما تفضلت – مثل التربية الصعبة أو الضغوطات الحياتية أو الصعوبات الاقتصادية، وغيرها من ظروف بيئية محيطة بالإنسان.

إذن أرجو أن تطمئن تماما أن العامل الوراثي في حالة خطيبتك يعتبر عاملا بسيطا جدا جدا، ولا أرى أن يسبب ذلك لك إزعاجا مطلقا، فعليه أقدم على زواجك وتوكل على الله.

نسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة التي تتمتع بالصحة وكمال العافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات