السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الطريقة العملية التي من الواجب اتباعها من أجل التخلص من مشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية؛ وذلك لمن ابتلي بهذا الأمر ويحسب - مع الأسف - من المتلزمين دينيا، كما أنه مواظب على أداء الفرائض والنوافل والصلاة في أوقاتها والصوم والحج والعمرة؟ وهل يعتبر هذا التناقض في التصرف نفاقا والعياذ بالله؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن للصلاة والطاعات ثمار ينبغي أن تظهر على الإنسان، فالصلاة مثلا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصوم تدريب على الترك لأجل الله - حتى للطعام والشراب رغم أنها في الحلال - من أجل أن يعتاد الصائم طاعة الكبير المتعال، والحج ترك للراحة وهجر للدار وبذل للمال في سبيل الوصول إلى رضوان صاحب العظمة والجلال، وهكذا سائر الطاعات ينبغي أن توصلنا إلى تقوى ومراقبة رب الأرض والسماوات.
وأرجو أن تفهم كلام عمر بن عبد العزيز عليه رضوان الله حين تكلم عن التقوى حيث قال: (ليس تقوى الله بصيام النهار وقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك - يعني بأنواع المخالفات - ولكن تقوى الله هي فعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر، فمن زاد بعد ذلك شيئا فهو خير إلى خير).
وأرجو أن تعلم أن ربنا تبارك وتعالى أراد أن يذكر فلا ينسى، وأن يطاع فلا يعصى، وأن يشكر فلا يكفر، فشرع هذه الطاعات لينظر هل نطيعه أم نتابع أنفسنا.
ونحن نوصي هذا الأخ بالاستمرار على الطاعات مع ضرورة البحث عن ثمارها وآثارها عليه، ومما يعينه على ذلك ما يلي:
1- اللجوء إلى من بيده التوفيق والهداية.
2-إدراك خطورة التمادي في العصيان والغفلات.
3-الابتعاد عن قرناء السوء.
4- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد.
5-الابتعاد عن ذنوب الخلوات فإنها تجلب سوء الخاتمة والحسرات.
6-إدراك خطورة متابعة المواقع والفضائح على نفسه كزوج ورجل.
7-الخوف من غضب الله؛ فإن الله يستر الإنسان فإذا تمادى فضحه وهتك أستاره وخذله، فانه سبحانه يمهل ولا يهمل.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله الذي لا إله غيره، والذي نعيش على أرضه ونأكل من رزقه وخيره، مع ضرورة الإكثار من الدعاء، والاهتمام بالتوبة والاستغفار، والصلاة على رسولنا المختار، ونسأل الله أن يختم لنا بالخير، وأن يجنبنا مشاكل الأشرار.
وبالله التوفيق.