السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة تكاد تقتلني، وهي أني تزوجت من شخص أسكنني مع أهله ثم أهانوني أشد إهانة، ونعتوني بالفاسدة والمنافقة، وضغطوا على زوجي لكي يطلقني، وبما أنه لا شخصية له أمام عائلته فقد كاد يفعلها لولا تدخل جده الذي يعرف الله.
ماذا أفعل تجاه أناس لم أفعل لهم شيئا؟! وأقوم بالإحسان لهم حتى بمالي، حيث إني أنفق على نفسي أيضا، وقد طردوا عائلتي من بيتهم بدون سبب، فما العمل إذا ظلمت واستمر الظلم؟ وكيف يأخذ الله حقي من الظالمين؟! لأني لا يمكن أن أقابل الشر بالشر وهذا يعذبني.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ معذبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد أسعدني حرصك على عدم مقابلة الشر بالشر لأن في ذلك مضاعفة للشرور، وأفرحني وجود ذلك الجد العاقل الذي حال دون وقوع الطلاق بعد إرادة الله، وأبشري فإن العاقبة للصابرين، وهو سبحانه الذي يتوعد الظالمين فيقول في كتابه المتين: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [الشعراء:227].
أرجو أن تعلمي إن الله عدل، وأن الظالمين سينالون جزاءهم في الدنيا مع ما ينتظرهم في الآخرة إذا لم يتوبوا ويردوا المظالم إلى أهلها ويصلحوا ما أفسدوه.
نحن نتمنى أن تستمري على الصبر والاحتمال، وتذكري لذة الثواب لكي تنسي بعض ما تجدينه من المعاناة والآلام، وإذا عمل الإنسان الخير فإنه يجد الخير، والذي يحفر حفرة الشر سوف يقع فيها، وكل أسرة تظلم زوجة الابن سوف يشربون من ذات الكأس مع أزواج بناتهم، كما أن الزوجة التي تريد عزل الرجل عن أهله سوف تبتلى بولد عاق يفضل زوجته عليها، ولذلك فنحن نحيي فيك صبرك ونشيد بعقلك ووعيك، وندعوك إلى مزيد من التعقل، كما نتمنى أن يدرك أهلك أن هذا الأمر سحابة صيف وسوف يزول، وسوف يأتي اليوم الذي يقدر فيه زوجك صبرك، ونتمنى أن تساعديه على أداء حقوق أهله ولا تطالبيه بمخالفة أهله صراحة، والتمسي له الأعذار فإنه بين خيارين كلاهما مر.
رغم أنه لم يتضح لنا كم عمر هذا الزواج، ولم نعرف هل هناك أولاد، ولم تتضح لنا نوعية المشاكل وأسبابها إلا أننا نذكرك بأن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر مضاعف، كما أن المشاكل مع أهل الزوج لا تضر كثيرا إذا وجد التفاهم بين الزوجين، بل إن المخرج منها بعد توفيق الله إنما يحصل بحكمة الزوج وصبر الزوجة وحرصها على احترام أهل الزوج وخاصة أمه وأخواته، لشعورهن بالغيرة تجاه زوجة ولدهم؛ لأنها جاءت لتشاركهم في جيبه وحبه، ونحن ننتظر من بناتنا العاقلات خيرا كثيرا.
فاتقي الله واصبري، واعلمي أن الحياة لا تخلو من الكدر وأن كل شيء بقضاء وقدر.
وبالله التوفيق والسداد.