السؤال
أود أن أخبركم بأن ابني عمره 17 سنة لا يحب الدراسة، وقد رسب في الصف الثاني المتوسط ونجح في السنة التالية، ومن ثم رسب في الصف الثالث المتوسط، والآن هو في السنة الثانية من الصف الثالث، وتم إدخاله إلى الامتحانات العامة الوزارية ولا أرى عنده رغبة في الدراسة، ويصلي أحيانا بدون مراقبة من قبلنا ولكن في بعض الأحيان يتجاهل الصلاة، وهو ابني الوحيد وله أختان أصغر منه ويتشاجر معهما كثيرا، علما بأني مدرس وأمه معلمة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صباح كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإننا نتمنى أن تكثروا لهذا الابن من الدعاء، وتحرصوا على طاعة رب الأرض والسماء، فإن الأبناء يتأثرون بصلاح الأمهات والآباء، قال رب العزة وصاحب الكبرياء: (( وكان أبوهما صالحا ))[الكهف:82]، وقال سعيد بن المسيب لولده: والله إني لأتذكرك فأزيد في صلاتي من أجل صلاحك.
كم أرجو أن تتجنبوا الدعاء عليه وتبتعدوا عن توبيخه وتتعرفوا على هذه المرحلة الهامة في حياته، وقد أسعدني مواظبته على الصلاة دون متابعتكم له في بعض الأحيان، وأتمنى أن تتخذوا هذا الأمر المهم مدخلا إلى نفسه وذلك بأن تقولوا له كم نحن سعداء لأنك تهتم بصلاتك وحبذا لو ضاعفت الاهتمام بالصلاة والعبادة، فإنك قدوة لإخوانك وأنت عنوان منزلنا، وعليك نعلق الآمال بعد توفيق الكبير المتعال.
أما بالنسبة لمسألة الدراسة وتدني المستوى العلمي له فلابد من معرفة الأسباب، فربما كان حوله بعض المهملين في دراستهم وربما كان في المدرسة ما يضايقه، وربما لم يجد منكم التشجيع لانشغالكم، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالكم، وهذه دعوة للبحث عن الأسباب، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب.
وأرجو أن تحاوروه في هدوء وتحترموا وجهة نظره، وترشدوه ولكن عن طريق الحوار وليس بأسلوب فرض الأوامر، فإن ذلك ينفره ويدفعه للعناد ويحطم ثقته في نفسه، ولعل من المصلحة تبصره بنهايات الطريق وعواقب الفشل، ومن الضروري إبعاد شبح الإحباط عن نفسه، ولن يصل ذلك إلا بتعميق معاني الإيمان وغرس الثقة في نفسه.
ولا يخفى عليكم أهمية التواصل مع المدرسة والاهتمام بزيارته في المدرسة للتعرف على أحواله وأقرانه والتواصل مع أساتذته، مع ضرورة أن يكون ذلك بعلمه حتى لا يشعر أنكم تتابعونه من ورائه، فإن الشباب في هذه المراحل يتمردون على وصاية الطفولة وضعفها، وربما كان ما يظهر من تمرد لتوجيه رسالة للآباء والأمهات، وكأنه يريد أن يقول أنا مهم فاهتموا بي والتفتوا إلي، وكل إنسان يحتاج إلى التقدير والاحترام، وخاصة في هذه السن التي يمر بها الابن الكريم.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بضرورة إشراك الولد في إيجاد الحلول المناسبة، وأرجو أن يشعر أنه مقبول ومحبوب، ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين، ومرحبا بكم في موقعكم.
وشكرا لكم على الاهتمام والسؤال.