السؤال
مشكلتي أنني كنت أدخل الشات والماسنجر وأكلم الشباب والبنات لتمضية الوقت والتسلية، وقد تم فضحي عدة مرات من الشباب الذين أكلمهم، فقد كانوا يدخلون إلى جهازي ويعرفون اسمي واسم عائلتي، وكل شيء عني، وكانوا ينتقدونني أنني أكلم الشباب، وكنت أشعر بأنهم يحتقرونني، وأذكر أنني أخبرت ابنة عمي بأني أدخل الشات؛ لأنها سألتني إذا كنت أدخل الشات أم لا؟ فأخبرتها أنني أدخل، ولكنها قامت بفضحي، فقد أخبرت أخواتها وصديقاتها وبنات أعمامي وعماتي بأنني أدخل الشات، وبأنهم قاموا بفضحي.
كما أن أحد الشباب الذين كلمتهم أخبر أبي بأنني أدخل الشات، وشابا آخر أخبر ابن عمي بذلك لأنه صديقه، أي أن الجميع عرفوا بأنني كنت أدخل الشات، كما أن ضميري يؤنبني بشدة، مع أنني قررت أن لا أدخل الشات والماسنجر منذ فترة طويلة، وتبت عن عمل هذه الأشياء، وكيف أنني كنت أكلم رجالا لا أعرفهم! مع أني خارج النت ملتزمة نوعا ما.
أشعر بأن الجميع يعرفون ماذا كنت أفعل في النت، لقد شعرت بالندم الشديد وتأنيب الضمير على ذلك، فقد كنت أبكي بلا سبب، وأصبحت منعزلة لا أحب الجلوس مع أحد، وأهملت شكلي ونفسي، فماذا أفعل حتى يزول عني تأنيب الضمير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ -- حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كل شيء سوف يعود إلى وضعه الصحيح إذا تحول هذا التأنيب إلى توبة لله نصوح، فعجلي بالتوبة وابتعدي عن مواطن الريبة، واعلمي أن الفتاة المسلمة مثل الثوب الأبيض لا يحتمل الدنس، وتظهر فيه الأوساخ حتى ولو كانت قليلة، وقد أحسن من قال: (إن البياض قليل الحمل للدنس).
ولكن الإنسان إذا تاب وحسنت توبته بدل الله حاله ورفع ذكره بين الناس، فإن قلوب العباد في يده، فلا تنعزلي ولا تذهبي لمجالس الفسق والفجور، وابتعدي عن مواقع الذئاب وتجنبي محادثة الشباب، والتزمي بالحجاب، ودوري مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والكتاب، واقتربي من والدتك ومحارمك الأحباب، واعلمي أن المرء حيث يضع نفسه.
وعليك بمجالس الصالحات وبحضور المحاضرات، واعلمي أن الإنسان إذا واظب على شيء عرف به، ولا تلتفتي لكلام الناس فإن رضاهم غاية لا تدرك، وأصلحي ما بنيك وبين الله ليصلح لك ما بينك وبين الناس.
وقد ذكر الحافظ ابن رجب قصة رجل كان يأكل الربا، فمر على صبيان يلعبون فسمعهم يقولون: جاء آكل الربا، فحزن وقال: يا رب فضحتني حتى بين الأطفال! فتاب وخرج من أمواله واجتهد في العبادة، ثم مر على الصبيان فسمعهم يقولون: جاء فلان العابد!
واعلمي أن في الناس عيوبا كثيرة لكنهم يسترون على أنفسهم، وأنت تفضحين نفسك، فأمسكي عليك اللسان، وأشغلي نفسك بذكر الرحمن وتلاوة القرآن، وتعوذي بالله من الشيطان، وسوف يأخذ لك حقك ممن ظلمك وفضحك مالك الأكوان، الذي يعلم الجهر من القول وما يخفيه الإنسان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بعدم الاستجابة لوساوس الشر، واعلمي أن الشيطان مع الواحد فتجنبي الوحدة، واعلمي أنها أفضل من جليسة السوء، وأخرجي جهاز الإنترنت من حجرتك واجعليه في صالة المنزل، ولا تجلسي عليه إلا لطلب فائدة مقبولة شرعا، ولا تنخدعي بكلام الشباب فإن فيهم الذئاب، ولا تقبلي إلا بمن يطرق الباب ويطلب يدك على هدي السنة وأنوار الكتاب.
ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يدعون لك الوهاب، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.
هذا، وبالله التوفيق.