ما سبب حالات الخفقان والضيق الناتجة عن القلق النفسي وكيفية علاجها؟

0 443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب عمري 23 عاما، وقد أصبت بالوسواس القهري منذ اثنتي عشرة سنة ولم أتعالج منه، إلا أنه لم يسبب لي شيئا سوى أنه يجعلني أكرر وضوئي وصلاتي وغيرها من الأمور، لكن قبل سبعة أشهر أصابني خفقان وارتجاف وبرد، حتى أني صرت أعرق، ولم أعد أرى شيئا، وكل تلك الأعراض تأتيني مع دوخة.

والآن تأتيني تلك الأعراض، بل إنها زادت وأصبحت لا أستطيع أن أتنفس بشكل طبيعي، بل شهيق وزفير بقوة، مع كحة مستمرة طوال تلك الفترة، ولا أستطيع النوم، وعندي أرق شديد وخوف وقلق من المجهول، وقد حاولت طمأنة نفسي إلا أني لم أستطع.

وقد زرت طوال سبعة أشهر الكثير من الأطباء، إلا أن جميعهم أكدوا لي أنه لا يوجد لدي مرض عضوي يجعلني في هذه الحالة، وقد توكلت على الله وذهبت لطبيب نفسي وصرف لي دواء تفرانيل 25، وأنا أستخدمه منذ عشرة أيام، إلا أني لم أستفد شيئا وما زالت أوجاعي وآلامي تزيد يوميا، فما توجيهكم؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله أنك تخلصت من الوسواس القهري الذي استمر معك فترة، بعد ذلك حصل لك من الواضح قلق ومخاوف وعلة أدت إلى هذا الارتعاش وهذا الخفقان والضيق الشديد في التنفس، وأؤكد لك أن هذه الحالات النفسية هي حالات شائعة، والمبدأ الأول في العلاج هو أن تتفهم طبيعتها النفسية؛ فهذا أولا.

وثانيا أرجو أن لا تتجول بين الأطباء، وثالثا عليك أن تقوم بإجراء بعض تمارين التنفس -تمارين الاسترخاء-، وهي بأن تقوم باسترخاء في مكان هادئ وأغمض عينيك وفكر في أمر جميل، ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا، وهذا هو الشهيق، ويفضل أن يكون عن طريق الأنف، واملأ الصدر واجعل البطن ترتفع حين يمتلئ صدرك بالهواء، ثم اقبض على الهواء لفترة قصيرة، ثم أخرجه ببطء وقوة -وهذا هو الزفير- وكرر هذه التمارين عشر مرات متتالية بمعدل مرتين في اليوم، هذه التمارين سوف تساعدك كثيرا.

ورابعا: أرجو أن تمارس الرياضة -أي نوع من الرياضة- وأفضلها رياضة المشي لمدة لا تقل عن أربعين دقيقة يوميا.

وخامسا: عليك بالتفكير الإيجابي ولا تكن سلبيا، وأرجو أن تبحث عن عمل فهذا أمر ضروري جدا، ويجب أن تستثمر وقتك، ويجب أن لا تتفرغ وتعيش مع الأعراض النفسية، فلا بد أن تبحث عن عمل ولابد أن تكون فعالا لأن ذلك من وسائل التأهيل الجيدة والتي تزيل الأعراض.

هذا بالنسبة للجانب السلوكي، والجانب الدوائي توجد هناك عدة أدوية كثيرة وفعالة وممتازة، والدواء الذي وصفه لك الطبيب (تفرانيل) يعتبر دواء جيدا، ولكنه ليس أفضل، فربما يكون الطبيب قد قدر حالتك المادية لأن هذا الدواء من الأدوية الرخيصة، وعموما هو يفيد، ولكن يجب أن تصل الجرعة إلى 100 مليجرام في اليوم، وأنت تتناول الآن 25 مليجرام، ونصيحتي هي أن ترفع الجرعة بمعدل 25 مليجرام كل أسبوعين إلى أن تصل 100 مليجرام، تناول 50 مليجرام في الصباح و 50 مليجرام في المساء.

وبعد شهرين من تناول هذه الجرعة (100 مليجرام) إذا لم تتحسن فيكون من الأفضل أن تغير التفرانيل وتستبدله بدواء آخر يعرف باسم (لسترال/زولفت) وهو موجود في المملكة العربية السعودية ومتوفر في معظم الصيدليات، وهو أغلى ثمنا من التفرانيل ولكنه أقل تكلفة من الأدوية الأخرى مثل الإيفكسر والسبراليكس، وجرعة (الزولفت/لسترال) هي 50 مليجرام (حبة واحدة) ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعها إلى حبتين (100 مليجرام) لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهو من الأدوية الناجعة والفعالة والممتازة جدا، وكما ذكرت لك يعتبر التفرانيل من الأدوية الجيدة، فأعطه الفرصة لمدة شهرين وإذا انتفعت به فهذا -من فضل الله تعالى-، وإذا لم تحس بتحسن حقيقي معه فيمكنك أن تستبدله بالزولفت.

أرجو اتباع هذه الإرشادات وتناول الدواء وعليك بالالتزام بتناول الدواء؛ لأن الالتزام يؤدي إلى البناء الكيميائي الصحيح مما ينتج عنه الفائدة المرجوة من الدواء -بإذن الله عز وجل-.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات