السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من حرق في رقبتي منذ الصغر، حيث إنه منذ كان عمري سنتين سكبت مياه ساخنة على رقبتي، وكان الحرق في رقبتي صغيرا.
لقد قمت بعملية جراحية تجميلية وأنا صغير، كما قمت بعملية ترقيع، ولكني فوجئت بأني كلما أكبر في السن يكبر حجم الحرق حتى صار كبيرا وملحوظا، ومنظره مقزز، حتى إني أتضايق منه جدا.
ذهبت لدكتور تجميل منذ سنتين، فقال لي: بأنه إذا عمل لي عملية ترقيع فإن المنظر لن يتغير إلا قليلا أو يتحسن بدرجة قليلة جدا، وإنما الذي سيتحسن هو ملمس الحرق، ثم قال لي بأنه توجد عملية أخرى ولكنها ستكون مكلفة؛ وسيقوم بزرع بالونة تحت مكان الحرق، ويظل ينفخ فيها لمدة شهر حتى يرتخي الجلد ثم يقوم بنزع البالونة ويقوم برفع الجلد على مكان الحرق.
أرجو منكم أن تدلوني على الحل المناسب حتى أتخلص من هذا الحرق نهائيا، لأن هذا الحرق يتعبني نفسيا؟ وأرجو أن تدلوني على مستشفى تجميل أو دكتور تجميل يكون في مصر وأسعاره رخيصة؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما ينتج بعد الحروق هو غالبا الجدرة أو الندبة الضخامية أو الندبة الضمورية أو تشوهات الجلد اللونية، وغالبا لا يتطور مع الزمن بل على العكس يتحسن، ولكن لو كان المصاب طفلا ثم نمى الطفل نمى معه الأثر تماما كما تكبر الصورة على البالون بعد نفخه.
تعتمد التداخلات على هذه الآثار على مساحتها وموضعها وعمقها وطبيعتها ويعود تقييمها للطبيب المعالج الفاحص والمقيم للحالة، فالمساحات الصغيرة غير الجدرية - الجدرية هي التي يبدو فيها الجلد وكأنه عجينة سالت ثم جمدت - يمكن للجراحة ببساطة أن تنهي المشكلة، ولكن المشكلة هي عندما يكون هناك القابلية لتشكيل الندبات الضخامية أو الجدرات وعندها لا تستطب الجراحة بل الحقن ضمن الندبة بالكورتيزون الممدد أو تجرى العملية وبعدها يستعمل السيليكون لتخفيف تشكيل الندبة الليفية الضخامية.
أما المساحات الأكبر فيمكن لجراح التجميل التصرف بها من ترقيع وحقن وسيليكون ولكن بحذر وبخاصة إن كان هناك قابلية للتشكل الندبي الضخامي.
أود أن أنبه إلى أن هذا الموضوع يجب أن يفتي فيه طبيب جراح تجميل ذو خبرة وسمعة جيدة، ويفضل أن يكون من سلك التدريس في الجامعة لأنه يكون على اطلاع بالمستجدات بسبب التعليم الذي هو جزء من مهنته، كما وأنه يكون حريصا على سمعته.
أما عملية البالونة فهي عملية تمديد للجلد الطبيعي حتى يؤخذ منه ثم يزرع حيث الحاجة إليه، ولكن أيضا يجب ألا يكون هناك قابلية للتشكل الندبي الضخامي الليفي وإلا ستكبر المشكلة وتصبح الندبة والتشويه في موضعين بدل موضع واحد؛ يكون الأول في الجرح الأصلي والثاني في الموضع المأخوذ منه.
وأما القرار في ذلك فيعود للطبيب الفاحص المعالج الضامن لما سيقوم به من عمل جراحي وفق خبرته وتقييمه للحالة بعد دراستها.
أما الأطباء في مصر فنحن لا نستطيع أن نوصي من هنا ونحن بعيدين عن مصر.
لا مانع من أخذ وجهة نظر أكثر من طبيب أو مركز والمقارنة بينها والسؤال عن التفاصيل ثم الاستشارة والاستخارة ثم البدء على بركة الله.
لزيادة الفائدة فيما يتعلق بسؤالك نرجو منك التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية (266437) و(19076) و(266933).
وبالله التوفيق.