خوف الطفل من بعض الشخصيات الكرتونية وعلاج ذلك

0 328

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تبلغ ابنتي من العمر أربع سنوات وخمسة أشهر، وهي تحب مشاهدة مسلسلات الأطفال كثيرا، ولكن عندما نذهب إلى المنتزه أو حديقة الملاهي ويكون هناك بعض الأشخاص ممن يلبسون شخصيات كرتونية مشهورة تصاب برعب شديد جدا وتركض سريعا لدرجة أنني أشعر بنبضات قلبها قوية جدا وترتجف.

ولقد تحدثت معها أنا ووالدها كثيرا، وأخبرناها بأن ما تشاهده هو عبارة عن شخص مثلنا يلبس ملابس على شكل توم وجيري وبارني وغيرهم، واجتهدت كثيرا كي أفهمها هذا فأنا أخاف عليها كثيرا، كما أنها تشاهد كل الأطفال يلعبون معهم وحتى أختها الصغرى لا تخاف أبدا، وأحاول دائما أن أشجعها لكي تذهب وتلعب معهم ولكنها تبكي وتركض وترتجف. فما هو الحل؟ وكيف أساعدها على تخطي هذا واللعب مع هذه الشخصيات مثل باقي الأطفال؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قلوب الأطفال تختلف في قدرتها على تلقي الغرائب واحتمال المواقف، وهذا أمر موجود حتى في الكبار، ولكن باللجوء إلى الله وزيادة جرعات الأمن وإشعار الطفل بالحب والحماية وربطه بالله العظيم سوف يذهب ما تجد من الخوف والاضطراب بحول وقوة ربنا العزيز الوهاب.

ونحن نتمنى أن تتركوها وحدها، ولا تظهروا الانزعاج الشديد من خوفها، ولا تعاتبوها على خوفها؛ لأن ذلك قد يعمق مشاعر الخوف والضعف، واتركوا لها فرص الاقتراب التدريجي من أولئك الأشخاص، وسوف تستفيد جدا من تغافلكم عنها وعن اضطرابها، وليس من المصلحة الاستعجال في دمج الطفلة في واقع تتوجس منه خيفة.

ونحن في الحقيقة نتمنى شغل هذه الطفلة بحفظ كتاب الله وبمتابعة البرامج المفيدة كتلك التي تعرضها قناة المجد للأطفال، كما أن هناك محاولات مشكورة لأفلام تنمي القيم الفاضلة، فابحثوا عنها في التسجيلات والمكتبات الإسلامية.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الأفلام المذكورة في الاستشارة وغيرها لها آثار بالغة الخطورة على صحة الأطفال النفسية وعلى عقيدتهم الإسلامية وعلى قدراتهم العقيلة، فهي سبب الاضطراب في النوم، وهي المتهمة بزيادة عدد الأطفال المصابين بمرض السكري؛ لأن الطفل ينتقل من الفرح الشديد إلى الحزن الشديد إلى الخوف الشديد، والأفلام إما أن تكون غريبة المنشأ؛ وفي ذلك تهديد لأخلاقنا وقيمنا، أو تكون شرقية؛ وفي تلك الحالة فإن خطورتها تكون على العقائد الإسلامية.

وأما جانب المبالغة والتأثير على الإبداع ومساهمتها في قتل المواهب وتعويد الصغار على ثقافة التلقي وما تتركه من إحباطات؛ فذلك مما اتفق على ضرره وحذر من خطره العقلاء من كل الأمم.

وهذه وصيتي لكم ولأنفسنا بتقوى الله، ثم بضرورة الاقتراب من هذا الجيل وإعطائه مزيدا من الوقت والاهتمام.

ونسأل الله أن يحفظ شباب الإسلام، وأن يجمعنا برسولنا في جنته دار السلام.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات