السؤال
أعاني من بقع بيضاء صغيرة بأعلى الصدر وأسفل الظهر(تنيا) وقد استخدمت مراهم للعلاج مع التعرض لأشعة الشمس، وبعض الشامبوهات، ومضت حوالي سنة ولم يحدث أي تحسن، فماذا أفعل؟
أرجو الرد، ولكم الشكر.
أعاني من بقع بيضاء صغيرة بأعلى الصدر وأسفل الظهر(تنيا) وقد استخدمت مراهم للعلاج مع التعرض لأشعة الشمس، وبعض الشامبوهات، ومضت حوالي سنة ولم يحدث أي تحسن، فماذا أفعل؟
أرجو الرد، ولكم الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يجب الوصول إلى التشخيص قبل التفكير بالعلاج؛ وذلك حتى تتم الفائدة من العلاج، ولا أدري هل التشخيص المذكور في السؤال هو تشخيص طبيب أم توقع من السائل؟
وعلى كل حال سنعتمد التشخيص الذي ورد في السؤال ونعتبره يقينيا.
التينيا أو النخالية المبرقشة أو الملونة، والتي تسمى في بعض دول الخليج أيضا بالبهق أو البهاق كلها مرادفات لمرض واحد.
فالنخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون وذات وسوف تشبه البودرة أو الملح تكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعة ومختلفة، وتنتشر إن لم تعالج، وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الممرضة وذلك لتأكيد التشخيص قبل البدء بالعلاج.
وإن النخالية المبرقشة يشفى منها صاحبها إن اختفت الوسوف حتى وإن بقيت آثارها، والتي غالبا ما تكون بقعا ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ.
النخالية المبرقشة أو الملونة غالبا ما تصيب بعض الأشخاص دون الآخرين لوجود قابلية فردية عندهم وذلك على الرغم من أنها مرض معد.
وأما مسيرة المرض، فالنخالية المبرقشة هي مرض ناكس، أي يصيب الإنسان أكثر من مرة؛ لأن الشخص نفسه عنده القابلية لتقبل هذه الإصابة، والتي قد تعود إليه من ملابسه أو من ملامسيه، أو من البذور الطائرة في الهواء، ولكن غالبا ما تعود عندما يكون الجسم مهيئا لها، أي رطبا متعرقا، وهذا متوفر صيفا أو عند من يعملون خارج المكاتب، أو الرياضيون، أو غيرهم ممن تتقبل جلودهم العدوى وإنبات المسبب للمرض.
وأما من ناحية العلاج، فتعالج الحالة الموضعة بالصابون الصفصافي الكبريتي (ساليسيليك أسيد سالفار سوب) وذلك بالغسل اليومي، واتباع ذلك بكريم كانيستين، أو بيفاريل مرتين يوميا، ولا ننس غسل الملابس وكويها لمنع العدوى منها، وتستعمل هذه الكريمات طالما دعت الحاجة، وخاصة صيفا، وإن استعمال الكريم المتكرر على جلد طبيعي لن يفيد أكثر، ولكن استعمال الصابون المذكور قد يمنع عودة المرض، وإن كان استعماله يعتبر وقائيا.
ولكن في الحالات المتوسطة من التينيا -أي التي انتشارها يشمل مساحات متوسطة- فتعالج بالشامبو المضاد للفطريات، مثل إيكونازول، ويتبع باستعمال الكريمات سالفة الذكر.
وأما في الحالات الشديدة -أي المنتشرة على أغلب الجلد- فتعالج بالحبوب المضادة للفطريات، مثل إيتراكونازول (تحت إشراف طبي) حبة مرتين يوميا لمد أسبوع تكرر عند اللزوم (تحت إشراف طبي أيضا).
وأما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن (حسب طبيعة الجلد المصاب) أو بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أي بالتعرض الدوري المتزايد، إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة، ولا ننس ما للوقاية من عودة العدوى من أهمية؛ وذلك لتجنب تكرار العلاج أو الجمع بين المرض وآثاره
وعند نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى يعاد العلاج من جديد، ولا يعتبر ذلك فشلا للعلاج بل يعتبر عدوى جديدة.
وفي بعض الأحيان يكون هناك نقص اللون في الجلد بسبب عدوى سابقة معالجة، ثم تتهيأ الظروف لعدوى جديدة فنجد البياض والبودرة بوقت واحد، وعندها يجب أولا علاج التينيا الفعالة؛ لأن التعرض للشمس بوجود التينيا قد يؤدي إلى مزيد من نقص اللون، مما يزيد الحاجة إلى العلاج الذي يحرض تشكيل اللون من جديد.
والله الموفق.