السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب متزوج، ولي طفلان لطيفان، والحمد لله أعيش وزوجتي وطفلي حياة بسيطة، ولكنها لا تخلو من المشاكل العائلية والعراك أحيانا، لدي مجموعة من الأصدقاء المخلصين، غير أني متعلق بأحدهم؛ لأنه مثال للأخوة والصداقة، هذا الصديق حصل على إيفاد للدراسة بالخارج، فشعرت بالضيق والحزن لذلك، إلا أنه أخبرني أنه سيدعوني للحاق به عندما تستقر أموره، وهو الآن ما زال في بلدي.
بينما كنت في سفر شعرت باشتياق له وحنين، وعندما عدت من السفر تعلقت به أكثر بكثير من ذي قبل، حتى أنني لا أطيق بعده لساعات قليلة، هو متزوج وله أطفال، يصغرني في العمر، وكثيرا ما كان يصرح لي بأنه يحبني في الله وأني أقرب الناس إليه، حتى أني تعلقت به أكثر، وبالأخص عندما عدت من السفر.
هو صديق لي منذ سبع سنوات مضت، ولكن هذه العلاقة المشبوهة بدأت منذ ثمانية أشهر فقط، وقد حدث خلاف بيننا وبعد أن تصالحنا أخبرني أنه لا يريد أن يتركني وسيتصل بي، ولكنه لم يعترف بخطئه، فأحسست بأن كرامتي امتهنت، المهم أني لا أريد أن أفقد هذا الصديق، أريد أن أتغاضى عن زلاته.
آسف على الإطالة وعلى رداءة الأسلوب. جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ismail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يخفى عليك أن الإنسان قد يميل إلى شخص لأجل ماله أو لأجل شكله، وقد يصادقه من أجل المصلحة، وقد يتعلق به لمشاكلته ومشابهته، ولكن الصداقة الناجحة هي تلك التي تقوم على الإيمان وتثمر التعاون على البر والتقوى، وإذا صدقتم في تلك العلاقة فأبشروا بظل الله يوم لا ظل إلا ظله، واسعدوا بحب الله لمن أحب أخاه لا يحبه إلا لله.
وأرجو أن تسأل نفسك عن أسباب حبك لصديقك، وهل تلك المحبة تزداد عند طاعته لله؟ وهل علاقتكما تقوم على التناصح؟ وهل تغضب منه وتشفق عليه إذا عصى الله؟ وهل لديك أصدقاء غيره؟ وهل هناك من هم أفضل منه في الدين؟ وهل تغضب إذا رأيته يصادق غيرك؟
ونحن ننصحك بتقوى الله ثم بعمارة قلبك بحبه سبحانه، واجعل سائر محابك تنطلق من حبك لله، وذلك بأن تحب كل صالح نقي وأن تزيد في محبة إخوانك بمقدار طاعتهم لله، وأن تكره في العصاة عصيانهم لله، فإن تركوا المعاصي كانوا أصدقاء لك، وتذكر أن الناس لا بد أن يفترقوا، لكن الصالحين إذا افترقوا تذكروا بعضهم بالدعوات الطيبات وبالأعمال الصالحات.
نسأل الله أن يجعل أخوتكم في الله واجتماعكم في محبته، والتعاون على طاعته وافتراقكم على طاعته، ونسأله تعالى لكم التوفيق والسداد.