العلاقة المتلازمة ما بين التأتأة والتلعثم وبين الرهاب الاجتماعي والقلق

0 414

السؤال

الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
الدكتور الفاضل/ تشرفت من قبل باستشارتكم بالرقم (264006) ووضحت لكم ما ينتابني من اضطراب وتلعثم ورهبة من مواجهة الناس، وقلة شجاعتي الأدبية، وكان ردكم الكريم بأنها ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، ولكن وبعد متابعتي لحالتي تبين لي أنني أيضا أعاني من مشكلة في النطق والتخاطب، وأصبح لدي إحساس قوي بأنها السبب وراء خوفي من الكلام ومواجهة الناس؛ لأنني لاحظت أنني أتلعثم في الكلام حتى مع أقرب المقربين، وأجد صعوبة النطق في لحظات لا أشعر فيها بأي نوع من الخجل أو الرهبة..فهل ما أعاني منه أساسا هي مشكلة في النطق والتخاطب أدت إلى الرهاب الاجتماعي؟ وما هو علاج مشكلة النطق والتخاطب؟ أم العكس: الرهاب الاجتماعي أدى إلى مشكلة في النطق؟

أرجو إفادتكم حفظكم الله ووفقكم وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعتبر الرهاب الاجتماعي نوعا من أنواع القلق النفسي، كما أن التلعثم في الكلام أو التأتأة وصعوبة التخاطب عند كثير من الناس أيضا هي مرتبطة بالقلق والتوتر.. إذن القلق يمكن أن يؤدي إلى صعوبة النطق، كما أن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق، فيصعب الفصل ما بين الاثنين، وعموما هذا التداخل يجب ألا يكون معيقا لك في أن تعالج الرهاب الاجتماعي، فاتبع نفس الإرشادات التي وردت في الاستشارة السابقة وعلاج الرهاب الاجتماعي، فهذا في نظري سوف يؤدي إلى تحسن كبير في النطق أيضا، وكي يتحسن النطق بصورة أكبر عليك بإجراء تمارين التنفس، فحاول أن تطول النفس، وذلك بأن تأخذ نفسا عميقا، وسوف يكون بالطبع من المفيد لك أيضا إذا ذهبت إلى أحد المشايخ وتعلمت منه مخارج الحروف وتجويد وتلاوة القرآن على الصورة الصحيحة؛ فهذا يؤدي إلى تحسن كبير جدا في النطق.

وأيضا إذا كنت تعاني من أي صعوبة في نطق حروف معينة فأرجو أن تحدد حوالي 50 كلمة تبدأ الكلمة بالحرف الذي تجد صعوبة في نطقه، كرر هذا الحرف والكلمة بصوت عال وقم بتسجيل صوتك واستمع لنفسك، فهذا وجد أيضا أنه يشجع ويحفز على إنهاء هذه الظاهرة.

وأنصحك أيضا حين تكون لوحدك أن تتكلم بصوت عال ببطء، وحاول أن تتصور أنك تقوم بإلقاء خطبة أو محاضرة ولا بأس مطلقا في تسجيل ذلك، ثم بعد ذلك الاستماع إلى أدائك، فهذه طرق تساعد كثيرا في تحسن التخاطب، وهنالك بالطبع يوجد الآن أخصائيون في التخاطب وهم يقومون بمساعدة الناس غالبا بتعليمهم مخارج الحروف وكيفية النطق بها وكيفية تطويل النفس، وكذلك تكرار الحروف التي تكون فيها صعوبة في نطقها، وهم يركزون أيضا كثيرا على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين استرخاء الرقبة، فهذه كلها أسس جيدة جدا لإزالة هذه المشكلة.

وكما ذكرت لك أرجو ألا تهتم بالسبب هل هو ناتج من الرهاب الاجتماعي أو غير ناتج من الرهاب الاجتماعي؛ لأن العلاقة علاقة محورية جدا، والقلق يؤدي إلى الصعوبة في النطق، كما أن صاحب القلق والرهاب يتصور نفسه أنه دائما لا يجيد في أدائه خاصة التخاطب والتحادث.

وأنت بالطبع في وضع يمكنك أن تحكم على نفسك بصورة أفضل، فإذا كان مستوى نطقك للحروف وتواصلك اللغوي مع الناس قبل إصابتك بالرهاب جيدا فمعنى ذلك أن هذه الصعوبة في النطق قد نشأت من المخاوف الاجتماعية، وعموما وسيلة العلاج سوف تكون واحدة كما ذكرت لك.

في بعض الحالات نصف عقارا يعرف باسم (هلوبريدول) بجرعة 1.5 مليجرام في اليوم، وقد وجد أنه أيضا يساعد بعض الناس في صعوبات النطق خاصة التأتأة، ولكن أعتقد أن الأدوية التي وصفتها لك سوف تكون كافية جدا..

أسأل الله لك العافية وأن ينطلق لسانك في الخير
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات