السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شعري كان يتمتع بقدر من النعومة، وكان ثقيلا جدا، إلى حد يغبطني عليه أصدقائي، ومنذ حوالي ثلاث سنوات بدأ شعري في التساقط ولم يفلح معه شيء سوى الصبار الطبيعي الذي يوقف التساقط فورا، إلا أن الشعر يعود للتساقط فور الكف عن استعمال الصبار.
سمك الشعرة نفسه أصبح خفيفا، والشعر القصير والمتوسط الطول هو الذي يتساقط.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، هل هذا صلع لا علاج له؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن غياب الأسباب العامة لسقوط الشعر، مثل المرض وسوء التغذية، وفقر الدم، ونقص بروتين الدم، والتعرض لشدة نفسية أو التعرض لأدوية سامة، أو الخضوع لعمل جراحي، أو تخدير عام...أو غيره من الأسباب التي قد فصلنا فيها في الكثير من الاستشارات، ونختار لك الاستشارة رقم (262538) غياب ذلك كله يجعل ما تشكو منه هو على الأرجح الصلع أو بداية الصلع.
وقد أوردنا إجابات عديدة متعلقة بالصلع نختار لك منها الاستشارة ذات الرقم (262509) ونلصق النص المتعلق بسؤالك منها بين هذه الأقواس:
(((إن الصلع الذي يصاب به الذكور عادة أو ما يسمى بالصلع الوراثي، أو تناقص كمية الشعر عند الذكور وفق توزع مشهور، هي الأسباب الأكثر شيوعا لحالات فقدان أو نقص الشعر.
وعلينا أن نعلم أنه يمكن أن تتم الوراثة من جانب الأم أو من جانب الأب، والنساء اللاتي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكين من تضاؤل كمية الشعر، ولا يصبن بالصلع الكامل، وتعرف هذه الحالة طبيا بـ (الخاصة الذكارية)، وتبدأ في فترة المراهقة وفي العشرينات أو الثلاثينات من العمر.
ويبدأ الصلع الوراثي بتساقط الشعر من على جانبي مقدمة الرأس، ويستمر ذلك زاحفا إلى الخلف تاركا مناطق خالية من الشعر، وقد يستمر التساقط، إذ تقل المساحة المغطاة بالشعر، وفي بعض الأحيان يفقد معظم الشعر عند سن الخامسة والعشرين، ورغم ذلك قد لا يؤمن من خطر تساقط البقية من الشعر، إلا أن الوضع غالبا ما يستقر ويتأخر التساقط إلى ما بعد الأربعين.
إن وجود قصة عائلية من الصلع وخاصة قريب درجة أولى يشير إلى أن الصلع سيحتاج إلى إمكانيات أكثر للتغلب عليه.
ويجب التفكير بأسباب سقوط الشعر الأخرى، وفحص جلدة الرأس، والتأكد من عدم وجود احمرار أو قشرة أو أي مرض، أو تظاهرة تبرر سقوط الشعر، ويجب مراجعة القصة المرضية، وهل هناك فقر دم أو سوء تغذية أو نقص تناول البروتينات، وهل هناك أمراض مزمنة.... إلخ.
ويجب التذكر أن الإنسان الطبيعي يفقد 10% من شعره كل 10 سنوات، أي أنك بهذا السن فقدت ما يعادل تقريبا 30 - 35% من كثافة الشعر.
وأما العلاج، فهناك عدة طرق لعلاج تساقط الشعر الوراثي، وتعتمد الطرق العلاجية على عمر المريض ودرجة تساقط الشعر.
فالغسل المتكرر يفيد من عدة نواحي لإيقاف المشكلة، وذلك بتخفيف الإفرازات الدهنية، والتي تؤدي بدورها للحاصة الدهنية - الحاصة أي الجازة أو الحالقة -، ويفيد بسبب الدلك أثناء وبعد الاستحمام، وكذلك بسبب التخلص من الالتهابات التي قد تجز - أي تحلق - الشعر فتنقص كثافته.
كما ويعتبر عقار (المينوكسيديل) الذي طرح في الأسواق العالمية منذ أوائل الثمانينات الميلادية في أوائل نتائج الأبحاث التي أعطت نتائج مشجعة في حوالي 60% ممن استخدم هذا العقار، ويستخدم للرجال والنساء، ولكن يجب التأكيد على أن الشعر ينمو، طالما أن العلاج يستعمل، حيث أنه قد يسقط الشعر المكتسب منه خلال عدة أشهر من إيقافه.
في السنوات الأخيرة ومع تواصل الأبحاث اكتشف علاج جديد يعطى عن طريق الفم (فنيستراد)، ويجب أخذه تحت إشراف طبي ويعطى فقط للرجال.
ولا ننسى أن مركبات البيبانثين الموضعية هي اختيار جيد ورخيص وقد يفيد، ولكنه بالتأكيد أقل فاعلية من غيره في الصلع، ولكنه مفيد في الحالات العامة لسقوط الشعر أكثر منه في الصلع.
كما أن زراعة الشعر تطورت في السنوات الأخيرة، وتتم عن طريق غرس بصيلات الشعر في المناطق الخالية من الشعر.
أخيرا: إن كان لابد من الصلع - أي إن لم نجد القدرة المادية على العلاج المستمر أو الزراعة وهي مكلفة أيضا - عندها نقول: ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، أي أن القناعة هي أرخص الأدوية وأسرعها وليس لها آثار جانبية، هذا لما لا حل له، ولا يعني ذلك عدم السعي لحل المشكلة، ولكن علينا ألا نقدرها بأكبر من حجمها.))) .
شفاك الله وعافاك، ووفقك لكل خير.