السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع والمفيد، وجزاكم الله كل خير.
قضيتي يا سادة أن والدتي حفظها الله من كل سوء تعاني من تهيؤات ووساوس كثيرة، مثل أن يتهيأ لها أن شيئا ما قد حصل لأحد أبنائها، وهذا الشيء لم يحصل. والمشكلة أنها تكون مقتنعة تماما أن هذا الشيء قد حصل وتبدأ بإخبار الناس عنه.
الوالدة والحمد لله تصلي ومواظبة على الطاعات، ولكن هذا الموضوع يقلقنا جدا، ولقد استشرنا طبيبا نفسيا وشرحنا له القصة، وأعطانا دواء لها، والحمد لله تتحسن عندما تأخذ الدواء، وتنتكس عندما ينقطع عنها.
هل يوجد علاج جذري لمثل هذه الأمور؟ هل تستطيع الوالدة أن تعود إلى حالتها الطبيعية؟
أرجو المساعدة، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حسن حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
جزاكم الله خيرا على سؤالكم.
بالنسبة لوالدتك، فإن الوساوس والاعتقادات الظنانية الخاطئة تعتبر من الأمراض النفسية المعروفة عند بعض الناس من كبار السن، السبب الغالب لمثل هذه الحالات هو اضطراب كيميائي في خلايا المخ، والمادة التي دارت حولها الأبحاث خلال السنوات الأخيرة تعرف باسم دوبامين، وهنالك مادة أخرى تعرف باسم سيروتنين لها أيضا صلة بمثل هذه الحالات .
الاستمرار في العلاج يعتبر ضروري جدا في مثل هذه الحالات، والعلاج يقسم إلى ثلاث مراحل:
مرحلة العلاج المكثف، ثم العلاج الاستمراري، ثم العلاج الوقائي.
وفي حالة والدتك هي محتاجة أن تواصل العلاج الوقائي؛ حيث أن هذا هو الضمان الوحيد لأن تكون المواد الكيمائية في المستوى المطلوب، وبهذا نضمن أنه لن تنتابها انتكاسات مرضية بإذن الله، وعليه أرجو الحرص في مواصلة العلاج، علما بأن الأدوية الحديثة كلها بفضل الله سليمة وقليلة الآثار الجانبية.
كما أوصي بعدم الإكثار من مجادلتها؛ لأن كثرة الجدال ومحاولة إقناعها يؤدي إلى تثبيت الأفكار الخاطئة لديها، وبالله التوفيق.