السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 32 عاما، مشكلتي أن الكثير ممن حولي يتهموني بأني نحس وأجلب المشاكل وأحسد، ويعلم الله أني أريد الخير لكل البشر، وبالمصادفة إذا حدثت حادثة مزعجة يتهموني بها حتى أصبحت أنعزل عن العالم؛ حتى لا يتهمني أحد، إلى درجة أنه من تطلق يقولون: بسببي لأني حسدتها، وحتى الموت فقد كان بصحة إلى أن رأيته وإن مات بعد أن رآني بسنة! مع العلم أني لا أرى شيئا إلا وأقول: ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقع اللوم علي، والبعض يقولها في وجهي والبعض الآخر في غيبتي، ولكن تصلني الأحاديث وأراها في عيونهم الخائفة مني! وصلت إلى حد أن أكره نفسي، وأخاف أن أنظر في المرآة، حتى عدم زواجي أقنعت نفسي بأني أنا النحس! أفيدوني بل أنقذوني فقد كرهت العالم من حولي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن من يتصرف بهذه الطريقة ضعيف الإيمان؛ لأن النفع والضر بيد الله الذي لا راد لفضله ولا كاشف لما قدره إلا هو سبحانه، ولست أدري أين هم من قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لحبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا - وكادوا وخططوا- على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) والإسلام دين يرفض التشاؤم، وكان رسولنا يحب الفأل الحسن.
وعقيدة أهل الإسلام على أن النفع والضر بتقدير الله، وهو سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
وأرجو أن تهوني على نفسك، ولا تتأثري بما يقوله ضعاف الإيمان من أهل الجهل والسفه الذين يخشى على عقائدهم من مثل هذا الكلام، وعليك أن تشغلي نفسك بذكر الله والدعاء، واطلبي مساعدة العقلاء والفاضلات، ولا تبتعدي عن أهلك، وأظهري لهم ما عندك من الخير، واحرصي على شهود مجالس العلم، وواصلي اتباعك للسنة بالتبريك على كل ما يعجبك.
وكم تمنينا أن يدرك هؤلاء أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كونه إلا ما قدره وأراده سبحانه، وحتى من يقصد الأذية والشر لا يملك أن يفعل شيئا إلا إذا كان الله قد قدره وقضى به سبحانه، فإنه سبحانه بحكمته لم يجعل مصائر العباد بيد أحد، ولم يكل أرزاقهم لأحد وإلا لحصل من الشر والظلم ما لا يعلمه إلا هو سبحانه، قال تعالى: (( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ))[الإسراء:100].
وقال سبحانه على لسان نبيه: (( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ))[الأعراف:188] فكيف يوجد على وجه الأرض من تملك أن تنفع أو تضر؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالصبر، ثم برفع الأمر للعلماء في منطقتك حتى يبينوا للناس أحكام الله ويحذروهم من عواقب مثل هذا الفهم.
ونسأل الله الهداية للجميع، وأكرر لك شكرنا على السؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم أحوال.
وبالله التوفيق والسداد.