السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ظهرت لي ثعلبة في رأسي، وذهبت إلى الطبيب وقال إنها من الهموم والتفكير، وفي الحقيقة أنا دائما مهموم وسارح الفكر، مع العلم بأني أصلي، وأيضا تداهمني الهموم والسرحان في الصلاة.
بماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خيرا.
أرجو من يعرف طبا لثعلبة أن يخبرني.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد ناقشنا الثعلبة في العديد من الاستشارات، ونرشح لكم الاستشارة رقم (235283)، وبالدرجة الثانية (263481)، وهي تتكلم عن أن الثعلبة غير معدية.
وقلنا: إن من أسباب الثعلبة اضطراب المناعة، وقلنا إن من أسباب اضطراب المناعة القلق والحالة النفسية غير المستقرة.
لكل مشكلة حل، ولذلك ننصح بقراءة بعض الكتب عن القلق والتعب النفسي، ونرشح لك كتاب الشيخ الغزالي رحمه الله (جدد حياتك) وكتاب: دع القلق وابدأ الحياة، لكني أعتبر أن الفصل الذي ناقش فيه الكتاب المقدس وأثره في حياة الإنسان هو القرآن الكريم وليس كتابه المقدس، فقرآننا من عند الله ثابت ومحفوظ وهو شفاء وهدى، بينما بقية الكتب قد أصابها التحريف والتعديل.
لا مانع من طلب المساعدة من أخصائي نفسي، وذلك لوضع تشخيص، أما إن لم يكن لهذا السرحان تشخيص فلربما تفيدك بعض التوجيهات النفسية في التخلص مما تعاني منه، أي إن لم يكن هناك مشكلة عضوية.
لا شك أن التوكل على الله تعالى والصلاة من أبواب استجابة الدعاء بعد التقرب إلى الله، وهذا يزيد عدد الأبواب المطروقة في طلب الشفاء، ولكن قبل البدء بالصلاة أنجز ما عليك إنجازه حتى لا تترك لنفسك المجال بالسرحان.
إذن ننصح بما يلي:
1- مراجعة الاستشارات التي ورد فيها مناقشة الثعلبة والعلاجات العديدة المذكورة، خاصة استشارة رقم (235283).
2- قراءة الكتب التي تساعد على التركيز والتخلص من القلق.
3- استشارة أخصائي نفس واستنصاحه عن الحالة.
4- التقرب إلى الله والدعاء.
5- بقوة الإرادة سوف تخلص من عادة السرحان والبدء بالحياة المنتجة بدون تخاذل أو توان، فتتحسن الحالة هكذا وببساطة.
وبالله التوفيق.
د/ أحمد حازم تقي الدين.
=================
الأخ الفاضل سعيد: لا يفوتنا أن نحيلك على بعض الاستشارات -والتي نسأل الله أن يجعل لك فيها خيرا كثيرا- عن موضوع الخشوع في الصلاة:
(240702 - 245088).
أما بالنسبة لموضوع الهموم، ومع أنك لم تذكر سبب همومك؛ لأنه كما يقال إذا عرف الداء عرف الدواء، إلا أنه لا بأس أن نضيف:
فطريق دفع هذه الهموم يحتاج منك أن تقوي علاقتك بربك، وأن تفزع إليه فزعتك بهذه الصلاة، فبدل أن يحصل لك تقصير في جانب الخشوع في الصلاة – كما أشرت في كلامك – لابد أن تجعل صلاتك سببا لتفريج هذا الهم ودفع هذا البلاء، فقد (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر – أي إذا أهمه أمر – فزع إلى الصلاة).
إذن؛ فلتعالج نفسك بفزعة إلى الله تعالى تفزع فيها إلى ربك، لتجد نفسك ذليلة منكسرة لعظمته متضرعة لرحمته، فيجبر كسرك، ويغفر ذنبك، ويملأ قلبك سكينة وطمأنينة؛ قال تعالى: ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب))[الرعد:28].
إذن؛ فها هو طريق السعادة أمامك، ليس ككلام نظري ولا مجرد مواعظ جوفاء، إنه الحقيقة الواقعة التي يقررها جل وعلا بقوله: ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))[النحل:97]، فهذا هو السبيل.
وأيضا؛ فأنت قوي بربك، فاستمد منه المعونة، واعتمد عليه في تفريج همومك وأحزانك، وإن بعد عنك أنس صاحباتك فأنس بذكر الله والقرب منه، فأمامك منذ هذه اللحظة التوبة الصادقة، والرجوع إلى الله عز وجل والرقي بالنفس في طاعة الله، فاجعل لنفسك نظاما يعينك على تقوية إيمانك وتحصيل مصالحك الدينية منها والدنيوية، فهنالك المشاركات في حلقات تجويد القرآن وحفظه وتلاوته، وهنالك المشاركات مع الإخوة الصالحين في الدعوة إلى الله، وأشغل نفسك بالحق واطرد عنها الملل والإحباط، وتذكر دوما أن المؤمن تصيبه فترة ويصيبه شيء من طائف الشيطان، ولكنه سرعان ما يتذكر ويبادر إلى طاعة الله والإنابة إليه؛ قال تعالى: ((إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون))[الأعراف:201].
نسأل الله أن يفرج همك وأن يكشف كربك، وأن يوفقك لكل خير.
قسم الاستشارات