السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي سؤال بخصوص عقار قديم اسمه أنافرانيل (Anafranil)، فقد سمعت من أحد الأطباء النفسيين المشهورين لدينا بالسعودية أن هذا العقار يعتبر أقوى عقار موجود للقضاء على الوسواس القهري، وهناك دراسات تؤكد أنه أقوى فاعلية من غيره، ويلجأ إليه الأطباء عند فشل الأدوية التي تعالج الوسواس القهري من الجيل الجديد.
وأنا أعاني من الوسواس القهري وكان الطبيب يصف لي عقار الأنفرانيل 25 مليجرام ثمان حبات في اليوم، واستفدت استفادة كبيرة بنسبة 80%، ولكن أعراضه متعبة جدا، وجربت البروزاك لكن لم أحس بأي فائدة، وقد أكون استعجلت في الحكم على البروزاك، وأنا أعرف أناسا تغيرت حياتهم بسبب عقار الأنفرانيل، فما رأيكم؟ وهل هناك دراسات تؤكد ما قيل عن الأنافرانيل.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهـف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الدراسات تشير أن الأنفرانيل هو أول عقار تم استعماله بعد دراسة مضنية في علاج الوساوس القهري، ومعظم الدراسات التي أتت من الدول الإسكندنافية تؤكد أن الجرعة المضادة للوساوس القهرية يجب أن لا تقل عن 150 مليجرام في اليوم للبالغين، وهذه الجرعة بالطبع يمكن أن يصل إليها الإنسان بالتدرج، أي يبدأ بجرعة صغيرة حتى يصل لهذه الجرعة -أي: 150 مليجرام- وهناك من يتحمل هذه الجرعة وهناك من لا يتحملها حيث أن الأنفرانيل – كما تعلمين – يسبب جفافا في الحلق وثقلا في العينين وقد يؤدي إلى إمساك وقد يؤدي إلى زيادة في النوم أو الكسل، وربما يؤدي إلى التعرق لدى بعض الناس، ولكن الكثير من الناس لا يشعر بهذه الآثار الجانبية بصورة معطلة، إذن هذا هو الوضع العلمي بالنسبة للأنفرانيل.
وأما البروزاك فلا شك أنه فعال وممتاز جدا لعلاج الوساوس القهرية، ولكن -كما تفضلت- أنه ربما يكون الحكم المستعجل عليه في بعض الحالات لا يعطي لهذا الدواء الفرصة الكاملة لأن يجرب الإنسان فعاليته، علما بأن الجرعة المطلوبة من هذا الدواء -أي: البروزاك- لعلاج الوساوس القهرية هي أكبر من الجرعة المطلوبة لعلاج الاكتئاب، فكثير من المرضى يتطلب 40 إلى 60 مليجرام -أي: من كبسولتين إلى ثلاثة في اليوم- ولا تبدأ الفعالية الحقيقية إلا قبل ثلاثة أسابيع من بداية هذه الجرعة.
وهناك بعض الناس أنصحهم بأن يتناولوا كبسولة واحدة من البروزاك و75 مليجرام من الأنفرانيل ليلا، فيتناول كبسولة واحدة من البروزاك في الصباح و75 مليجرام من الأنفرانيل ليلا، وهؤلاء حقيقة تحسنوا كثيرا من الوساوس القهرية.
ولا أشك أبدا في أن الأنفرانيل دواء جيد وفعال وفعلا غير حياة الكثير من الناس ولكن كما ذكرت وتفضلت لابد أن تكون الجرعة كبيرة وقد لا يتحملها البعض.
وبجانب البروزاك والأنفرانيل تشير الدراسات الآن أن الفافرين ربما يكون هو الأفضل وأنجع علاجا للوساوس القهرية، حيث أنه بجانب السيرتونين يعمل أيضا على الأنفرانيل وكذلك على موصل عصبي آخر يعرف باسم (سيجما واحد)، والجرعة المطلوبة من الفافرين هي 200 إلى 300 مليجرام، ويبدأ الإنسان بالطبع بجرعة صغيرة ثم يتدرج حتى يصل إلى هذه الجرعة.
وهناك بعض الناس أعطيهم أيضا البروزاك مع الفافرين، كبسولة واحدة من البروزاك، و100 مليجرام من الفافرين، وقد استفادوا على ذلك كثيرا، ولا شك أن الأدوية الأخرى أيضا فعالة مثل السبراليكس والزيروكسات والسترال، علما بأن فعالية هذه الأدوية تختلف من إنسان إلى آخر وذلك نسبة للبناء الجيني للناس وبالطبع في كثير من الحالات لا يستطيع الطبيب أن يصل إلى الدواء الصحيح إلا بعد شيء من التجربة والصبر والتعاون ما بين المريض والطبيب، وعموما الجرعات المطلوبة لعلاج الوساوس القهرية دائما هي أعلى من الجرعات المطلوبة لعلاج الاكتئاب النفسي وكذلك القلق بالنسبة لكل الأدوية المضادة للوساوس القهرية.
وهناك بعض الناس يستفيدون أيضا إذا أضيفت لهم جرعة صغيرة من العقار الذي يعرف باسم رزبريدون بجرعة واحد مليجرام يدعم جدا علاج الوساوس القهرية لدى الذين لديهم وساوس من النوع الشديد والمتعب أكثر.
ولا شك أن العلاج السلوكي المعرفي لابد أن يكون مصاحبا للعلاج الدوائي.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.