أثر اللعب والصراخ ومشاهدة التلفاز على الطفل المريض بالصرع

0 349

السؤال

لدي طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات وشهرين، وقبل شهرين بدأ يتعرض لنوبات تشنج وتم تشخيص حالته على أنها زيادة كهرباء في الدماغ، وقد وصف له الطبيب دواء تجريتول.

الحمد لله منذ أن بدأت بإعطائه الدواء لم تحدث له النوبات منذ حوالي ثلاثة أسابيع تقريبا، لكن طبيب المخ والأعصاب أخبرني بأنه يجب منع الطفل من مشاهدة التلفزيون نهائيا، ولكن ولدي يحب التلفزيون ويبكي إذا منعته، ولقد قرأت أنه يمكن للمريض أن يشاهد التلفزيون لفترة محدودة.

سؤالي أولا: هل أترك ابني يشاهد التلفزيون لفترة محدودة؟ وكم مدتها؟ وكم أقصر مسافة يجب أن تكون بينه وبين الجهاز؟ وهل إذا شاهد التلفزيون اليوم ولم تحدث له النوبة يمكن أن تؤثر عليه هذه المشاهدة في اليوم التالي؟

ثانيا: ابني معتدل الحركة والنشاط لكنه يحب الركض والقفز، فهل ممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث النوبات، أم أتركه يمارس حياته طبيعيا؟ كذلك فهو يصرخ بشدة بعض الأحيان، فهل يمكن أن يؤدي هذا لحدوث النوبة؟ أرجو الإجابة عن جميع جزئيات أسئلتي؛ لأني خائفة جدا على ابني وآسفة على الإطالة!!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rose حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لابنك الشفاء والعافية!

أيتها الفاضلة، هذه التشنجات التي هي ناتجة عن اضطراب في كهرباء الدماغ توجد لدى خمسة في المائة من الأطفال تقريبا، وهذه تعتبر نسبة عالية جدا، وبفضل الله تعالى يمكن علاجها بنسبة 90-95%، وهذه نسبة عالية جدا.

العلاج حقيقة يتطلب الالتزام القاطع بالدواء، وأن تؤخذ الجرعة في وقتها وبكميتها التي وصفها الطبيب، وأقل مدة قد تكون مناسبة لعلاج هذه الحالات هي ثلاث سنوات إذا لم تحدث نوبات، وهذه أيتها الفاضلة ليست مدة طويلة إن شاء الله في عمر الإنسان، فأرجو أن تكوني حريصة جدا على ذلك.

ثانيا: بالنسبة لما ذكرته من مشاهدة التلفزيون وخلافه، نعم! يقال إن الأنوار الساطعة ربما تكون أحد المثيرات للنوبات التشنجية هذه، ويا أختي أنا أحب أن أسميها باسمها فهي نوبات صرعية، وأرجو ألا يكون هذا مزعجا بالنسبة لك.

إذن التعرض للأنوار الساطعة وخاصة الأنوار الساطعة وغير الثابتة أي المتذبذبة، ويعرف أن التلفزيونات القديمة كان فيها الإضاءة غير ثابتة، ولكن والحمد لله الآن مع التطور التكنولوجي أصبحت التلفزيونات ثابتة جدا في إضاءتها.

إذن لا يمنع أبدا أن يشاهد الطفل التلفزيون وليس من حقنا أن نحرمه، ولكن الوصية التي أوصي بها هي أن لا تكون الإضاءة ساطعة جدا بالنسبة للتلفزيون، وفي نفس الوقت إذا ابتعد الطفل على الأقل مسافة ثلاثة أمتار هذا قد يكون شيئا طيبا.

لا نستطيع أن نحدد له مدة بعينها، ولكن إذا شاهده الطفل لمدة ساعة إلى ساعتين في اليوم، فلا أرى بأسا في ذلك أبدا، فإذن إن شاء الله الأمر فيه سعة، فقط المحاذير التي ذكرتها لك هي المتطلب اتباعها.

المشاهدة للتلفزيون - وإن لم تحدث له نوبات - إن شاء الله لن تؤثر عليه سلبا في المستقبل،ولا يوجد أي أثر تراكمي لهذا الأمر .
وبالنسبة للعب أو الصراخ أو خلافه، فهذا إن شاء الله لا يثير هذه النوبات أبدا، فدعي الطفل كما هو يقوم بما يريد، ويستمتع بطفولته في حدود المعقول.

هنالك تحوطات أخرى بسيطة، هي إذا حدث للطفل أي نوع في ارتفاع درجة الحرارة فهذا يجب أن يعالج، واحرصي دائماأن يكون شراب البندول موجودا في المنزل؛ لأن تخفيض الحرارة يعتبر أمرا ضروريا، حيث أن ارتفاع الحرارة ربما يثير هذه البؤر الموجودة في الدماغ، كما أن شرب السوائل بكميات كبيرة في مرة واحدة لا يعتبر أمرا مستحسنا، إذ يفضل أن يتناول الطفل السوائل في فترات متقاربة، وأن لا يتناولها في فترات متباعدة وبكمية كبيرة.

هذه مجرد نصائح وددت أن أذكرها لك، وأرجو أن تطمئني تماما أن ابنك إن شاء الله هو في حرز والله ورعايته وحفظه، فقط استمري على الدواء ولابد أن تتأكدي أن الجرعة صحيحة، خاصة أن جسم الطفل حين ينمو ربما يحتاج ذلك إلى تعديل في جرعة التجراتول، وأنا على ثقة تامة أن الطبيب الذي يشرف على علاجه هو على إدراك تام بهذا الأمر.

أسأل الله له العافية والشفاء، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات