بعد التزامي تغيرت معاملة أمي لي!

0 26

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود استشارتكم بموضوع علاقتي بأمي هداها الله، فأنا الابنة الكبرى في أسرتي، ودائما أحاول جاهدة طاعة والدي وخاصة أمي التي أجتهد في برها وأتفنن في طاعتها إرضاء لرب العالمين، أدعو لها بظهر الغيب. أنا إنسانة قليلة المشاكل بطبعي وهادئة، ومؤدبة، وكانت والدتي تقول لي: إنك لم تتعبيني في تربيتي لك، وذلك من فضل الله علي وعليها.

ولكن الغريب في الأمر أنها في الفترة الأخيرة بعد التزامي الديني تحاول إيذائي بالكلام واستفزازي، وأنا لا أريد أن أكون عاقة لها ولا أود أن أكرهها، بل أحبها كثيرا، وأحيانا تظلمني، الأمر الذي بدأ يؤثر على نفسيتي، والأسوأ من ذلك غيرتها مني التي تجعلني أصاب بالإحباط الشديد، حيث إني أرضيها بكل شيء وأساعدها في أمورها وفي تربية أخواتي وأقول لها: أنت صديقتي الوحيدة، ولا أنكر أنها دائما تستشيرني في كثير من الأمور، إلا أنها تحاول مضايقتي لا أعرف لماذا؟

أرى أن الأمر محير ولا أعرف كيف أتصرف معها؟ هل أصارحها وأحاول نصحها بعدم ظلمي أم ماذا؟ صدقوني: لم أتوقع أني سأكتب ما كتبت عن أمي في يوم من الأيام، ولكن طفح الكيل، أود أن أشعر بحب أمي لي وأن أستمتع بحنانها، فبرأيكم ما هو التفسير النفسي لغيرة الأم من ابنتها؟ وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ M حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئا لك بالالتزام، وشكرا لك على برك لوالدتك والاحترام، ومرحبا بك في موقعك مع آباء وإخوة كرام، ونسأل الله أن يحفظك من الشرور والآثام، وأن يلهمك رشدك، وأن يقدر لك الخير، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته على الدوام.

فإنه قد يوجد بين الأمهات من تغار من بناتها، خاصة إذا وصلن إلى مرحلة الأمومة وبدأ الثناء عليهن والالتفات إليهن، أو كان في البنات اعتداد بالنفس أو تميز في جانب من الجوانب، وقد يكون سبب الغيرة هو الاهتمام الزائد من قبل الأب أو الأهل بالفتاة، ومن الضروري في كل ذلك أن تعرف الفتاة للأم فضلها وتنسب النجاح والتميز إليها وتعلن ذلك أمام جاراتها وأهلها.

ونحن ننصحك بمواصلة مشوار الصبر والحرص على الاقتراب منها وزيادة البر لها؛ فإن ذلك دليل على صدق وعمق الالتزام، حتى تشعر بفوائد وأهمية التدين وأثره على سلوك الأبناء والبنات، وأرجو أن تدركي أن في ذلك اختبارا لك وامتحانا لصبرك وصدق عودتك إلى الله.

وهذه وصيتي لك بكثرة اللجوء إلى الله تعالى؛ فإن القلوب بين أصابعه يصرفها كيف شاء، وأرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد وأكثري من ذكر المجيد، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك زوجا صالحا يخرجك مما أنت فيه، ونسأله تبارك وتعالى أن يردها إلى صوابها وسدادها، ومرحبا بك مجددا ولا داعي للانزعاج فإن الأمر بيد الكريم الفتاح.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات