السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري 22 عاما، ومشكلتي أنه إلى الآن لم تأتني الدوره الشهرية مطلقا، وبعد الكثير من التحاليل تبين أن نسبة الإستراديول لدي - الذي تفرزه الغدة النخامية - شبه معدومة، لذلك كتب لي الطبيب عدة أدوية كـ(البريمارين) و(نور كولوت) و(البروجلتون) وذلك لتكبير حجم الرحم، وبعد عام ونصف من العلاج تبين أن الرحم لا يستجيب.
وانقطعت أكثر من عام عن العلاج، وبعدها قمت بإجراء تحاليل جديدة، والغريب أن تحاليلي كانت كلها سليمة، وكانت نسبة الإستراديول طبيعية، مع أني لم آخذ أي دواء للغدة النخامية، حتى التحاليل المتعلقة بالمبايض والحليب كانت سليمة، وبالرغم من ذلك لا توجد دورة، فأجريت صورا بالرنين المغناطيسي للرحم فتبين أنه طفولي حيث جاء بالتقرير ما يلي:
(شوهد رحم طفيلي بأبعاد 3 × 1 دون مشاهدة خط أطباق واضح، كما شوهد مبيض أيسر صغير الحجم بأبعاد 2 × 1 مع جريبات صغيرة مليمترية على سطحه، وقد ظهر المبيض الأيمن أصغر حجما مع جريبات أصغر غير واضحة، ولا يشاهد سائل حر ضمن الحوض).
وسؤالي هو: لماذا لم تأتني الدورة على الرغم من أن هرموناتي سليمة؟ وهل من الممكن أن يكبر الرحم ويأخذ حجمه الطبيعي بعد فترة من الزمن بعتبار أن هرموناتي تحسنت منذ فترة قريبة أم أن طبيعة تكوينه لا يستجيب مع هرمونات جسمي؟ وإذا كان من الممكن أن يستجيب بعد فترة فكم من الممكن أن تكون هذه الفترة؟ وهل إذا بقي على حجمه هذا فإنني لن أكون قادرة على الإنجاب مستقبلا؟ وهل ينبغي علي في هذه الحالة إبلاغ أي خاطب عن موضوع مرضي؟!
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تغريد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد من معرفة إن كانت لديك علامات بلوغ أخرى قبل تناولك للهرمونات في السابق، أي هل لديك ثدي، وهل هناك أي شعر تحت منطقة الإبط والعانة، وهل كانت موجودة قبل إعطائك الأدوية لتكبير حجم الرحم أم أنها قد ظهرت بعد ذلك، ثم ما هي التحاليل التي تم إجراؤها بالضبط، وما هي نسبة الهرمونات وبخاصة الـ(Fsh / lh)، فإن كانت هذه مرتفعة مع قلة في مستوى هرمون الأستروجين، فهذا يعني أن المشكلة تكمن في المبايض وعندها لابد من عمل تحليل للكروموسومات لك لمعرفة طبيعة جسمك وطبيعة هذه المبايض.
وأما إذا كان الهرمونان السابقان نسبتهما منخفضة مع انخفاض أيضا في مستوى هرمون الأستروجين فهذا يعني أن الخلل يكمن في مستوى أعلى من مستوى الغدة النخامية، أي في المراكز العليا من الدماغ.
وأود أيضا معرفة ما تقصدينه من كون الرحم لم يستجب للعلاج السابق، هل تقصدين أنه لم ينزل دم مع أخذ الأدوية أم تقصدين أنه لم يكبر في الحجم، فإن كنت تقصدين أنه لم ينزل دم أبدا مع أخذك للدواء وبالذات هرمون الأستروجين (البريمارين) مدة كافية ثلاثة أسابيع مثلا ثم إعطاؤك البروجستيرون (البريمولوت) لمدة أسبوع بعد ذلك، إن كان هذا لم يحصل فربما ما نتعامل معه هو رحم في حالة شديدة من الضمور أو عدم وجود منطقة البطانة في الرحم، والتي قد يشير إليها تقرير الرنين بأنه لا يوجد خط أطباق واضح، وهذه حالة نادرة وغاية في الصعوبة، وإن كان هذا هو التشخيص النهائي فقد يكون من الصعوبة بمكان أن يستجيب الرحم للهرمونات وقد لا يكبر الحجم نتيجة عدم استجابته هذه.
ولذلك فمن الأفضل التأكد من التشخيص لأنه يترتب عليه إشكالات عدة، منها عدم قدرة هذا الرحم على الحمل مستقبلا، وما أراه من باب الأمانة أنه لابد من إخبار الخاطب بهذه الحالة - بعد التأكد من التشخيص - حتى لا يتسبب الأمر بمشاكل في المستقبل.
ويمكنك معرفة الحكم الشرعي لإخبار الخاطب بالعيب من خلال هذه الفتاوى (65919، 93925) وذلك من خلال الدخول إلى ركن الفتوى والبحث بتلك الأرقام المذكورة.
والله الموفق.