السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا إنسان أصف نفسي بالفقر في حال الدنيا، فلا أملك من حطامها شيئا، ولقد حصلت مؤخرا على منحة من دولتي للسفر للخارج كي أتابع تحصيلي الدراسي والحصول على الدكتوراة كوني -ولله الحمد- من المتفوقين، إلا أنكم تعلمون ماذا يعني أن يعيش المرء في بلاد الاغتراب لمدة 6 سنوات دون زواج، فماذا أفعل؛ أأتزوج وأرتبط بمن أرغب أم ألغي الفكرة من أساسها؟! علما بأنني لا أملك المسكن.
أفيدوني زادكم الله من علمه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فقير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئا لك بالتفوق، وهنيئا لنا بشباب يفكر بهذه الطريقة، وقد أحسنت بما فكرت فيه، فإن سلامة الدين والعرض لا تقدر بثمن، وليت القائمين على أمر المسلمين يدركون أهمية هذه المسألة، وليت الآباء يعاونون أبناءهم على بلوغ العفاف، ولو أننا فعلنا ذلك لربحنا الدنيا والآخرة، وذلك لأن الشاب الذي ينتظر منه أن يعود لينفع بلاده والعباد هو الذي يبتعد عن الشهوات والشبهات، ويتمسك بعقيدته ويراعي صالح العادات ويراقب رب الأرض والسماوات، وأما أهل الشهوات فقل أن يعودوا، وإن رجعوا فإن ضررهم سيكون أكبر من نفعهم وذلك لأن بعضهم لا يكتفي بجريرته بل يحرص على جلب الآخرين إلى هوة الشهوات.
ونحن في الحقيقة نحرضك على تقديم الزواج والاجتهاد في اصطحاب زوجتك، وسوف يكون في ذلك مزيدا من التفوق والاستقرار بفضل الواحد القهار، وأرجو أن تجد من يعاونك على تحقيق هذا الأمر العظيم، واعلم أن طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وأن الله سبحانه عون لمن يطلب العفاف، وأن الزوجة تأتي برزقها، وأن الله سبحانه وتعالى يقول: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32]، وإذا استطاع طلابنا في البلاد الغربية أن يصحبوا معهم الزوجات وأن يضعوا أنفسهم في صحبة أصحاب الفضل والمكرمات وأن يحرصوا على نشر الإسلام والخيرات فازوا بالدنيا ونالوا في الآخرة عالي الدرجات.
وأرجو أن تعرض وجهة نظرك على العقلاء والفضلاء من أهلك، وأرجو أن تفوز بمساعدتهم وتأييدهم، وهذه وصيتي لك بتقوى الله: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)، واجتهد في إظهار شعائر الإسلام، وواظب على ذكر الرحمن، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخيرات.
وبالله التوفيق.