السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة كنت ملتزمة، وكنت أحفظ القرآن الكريم حتى وصلت إلى الجزء الثاني عشر، وكنت أتدارس القرآن على الإنترنت في موقع إسلامي؛ حتى وجدت موقع زواج، فأحببت أن أطلع عليه، خاصة أنه كان في موقع إسلامي وتعرفت فيه على شاب، وبعد أن أحببنا بعضنا لمدة سنتين طلبت منه أن يتقدم إلى أبي فذهب، ولكن عندما عرف أن والدي طلب مالا كثيرا قال لي: دعينا نؤجل الزواج للعام المقبل.
وأنا فتاة وحيدة أعيش مع زوجة أبي، وهي تظلمني كثيرا، ولا أستطيع أن أتحمل أن أبقى معها، وعندي شهوة للرجال فقلت له: إنني لا أستطيع أن أصبر سنة، وقررت أن أتركه، وأن أهرب من البيت وأعيش وحدي محافظة على ديني وشرفي، فهل ما أفعله صحيح؟! فأنا بحاجة ماسة إلى الفتوى.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هروبك من بيت أبيك سوف يلحق بسمعتك الأضرار البالغة، كما أن استمرارك على علاقة غير رسمية قد يجرك إلى الهاوية، فاتقي الله في نفسك واسأليه العفو والعافية، واعلمي أن شرفك ودينك في بقائك في بيت أبيك، ولن يضرك ما تفعله بك زوجة أبيك بعد أن وصلت إلى هذا العمر، وغدا سوف يجعل الله لك فرجا ومخرجا، فعليك أن تلتزمي بأحكام الإسلام، وتجنبي المعاصي والآثام، وابتعدي عن ذلك الشاب حتى يتهيأ للزواج، واطلبي مساعدة عماتك والأعمام.
وإذا كان الشاب صاحب دين فلا تفرطي فيه، مع ضرورة أن تستغفروا الله على ما سبق، وأرجو أن تبتعدي عنه وعن غيره، وسوف يأتيك ما قدره لك الله، واشغلي نفسك بإكمال حفظ كتاب الله، واستعيني بالله وابتعدي عن مواقع الشباب؛ فإن فيهم طوائف من الذئاب، ولن يكون الإنترنت وسيلة للوصول إلى الحقيقة والصواب؛ لأن الشباب لا يظهرون لكم إلا الجوانب الحسنة، ويحرصون على إخفاء السلبيات، واعلمي أن الكلام المعسول يجيده كل أحد، وأخطر من ذلك سرعة تأثر الفتيات، وكما قيل: والغواني يغرهن الثناء.
ومن هنا تتجلى عظمة وحكمة هذه الشريعة التي جعلت للأولياء كلمة في إنكاح البنات، فالرجال أعرف بالرجال، وأرجو أن لا تقبلي إلا بمن يطرق الأبواب ويقابل الأحباب، وتجنبي من يتوسع معك في الكلام والخطاب؛ فإن معظمهم يريد قضاء الأوقات والعبث بمشاعر البنات، كما أن بحث الشباب عن زوجة في الإنترنت غالبا ما يدل على أن الشاب معوق اجتماعيا، وذلك لأنه لم يجد من تناسبه في أهله ولا في جيرانه، وربما ولا في بلده، وهذا يدل على عيب فيه، أو يشير إلى عزلته عن الناس، وإدمانه للإنترنت، وكل ذلك لا يدل على مصلحة الفتاة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبعدم التفكير مطلقا في الخروج من بيت والدك؛ لأن ذلك ممنوع شرعا ومستهجن عرفا، وإلى أين سترجع من تخرج من بيت والدها، فالولي هو مرجع الفتاة إذا مات زوجها، أو طلقها، أو أغضبها وأهانها.
وبالله التوفيق والسداد.