أريد أن أكون في عبادة دائماً، فماذا أفعل؟

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤالان:

الأول: ما هي علامات ضعف الشخصية؟

الثاني: أريد أن أكون في عبادة دائما، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا السؤال يدل على أنك لست ضعيف الشخصية؛ لأن ضعيف الشخصية لا يجرؤ على السؤال، ولا يحسن المقال، ولا يخالط الرجال، ويهرب حتى من العم والخال، ويحتقر نفسه في كل الأحوال.

ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يحسن عاقبتك، وأن يحشرك في صحبة خير الرجال.

وأرجو أن تعلم أننا سعدنا بتواصلك وبسؤالك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

لا شك أن استحضار النية يحول العادات إلى عبادات، فكل الناس يأكلون لكن من يحسن في طعامه ويقصد به التقوى على الطاعات يؤجر على طعامه، ومن ينام لينهض نشيطا للعبادة والقيام والعمل يؤجر على نومه؛ لأنه نوى أن يقوم في الليل مثلا، ولذلك قال معاذ رضي الله عنه: (والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي) يعني يرجو أجرا من الله على نومه كما يرجو أجرا من الله على قيامه بطاعة الله، وقال سبحانه في مدح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين * ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون ))[التوبة:120-121].

وإذا فهم المسلم العبادة على وجهها الصحيح تحولت حياته من أولها إلى آخرها إلى عبادة؛ لأن العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والأحوال الظاهرة والباطنة.

ونحن ننصحك بأن تستحضر النية عند كل قول أو عمل، وقد قال ابن المبارك: (رب عمل كبير تصغره النية، ورب عمل صغير تكبره النية) ولذلك لما قيل لأحد السلف هيا نشيع جنازة، سكت ثم دخل إلى بيته فتطهر ثم خرج، فلما سألوه... قال: أردت أن أستحضر النية، بل إن الفقيه يستحضر عددا من النيات الصالحة، فينوي تشييع أخاه المسلم وتعزية أهل الميت، والعبرة والاتعاظ، والدعاء للأموات...إلى غير ذلك من النيات الصالحة وهكذا في سائر الأعمال.

وإذا جعل الإنسان هدفه العبادة والطاعة كان جوعه وسهره ومرضه في موازين حسناته، والفرس الموقوفة للجهاد شربها وأكلها وروثها في سبيل الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبالثقة في الله ثم ثق في نفسك، واجتهد في عمل الخير، فإنك لا تزال بخير ما عملت الخير ونويت الخير، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك وأن ينفع بك بلاده والعباد.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات