السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يخفى عليكم الفتن التي تحوم حول الشباب في هذا العصر، والحمد لله أنا ضد كل ما يجري ويدور من فساد وعري وكل ما هو محرم؛ إذ أغض بصري قدر المستطاع وأصلي صلواتي في موعدها، ومشكلتي تكمن أني مؤخرا كلما صليت الفجر أعود لأنام كي أستيقظ للعمل صباحا أجد نفسي على جنابة، وهذا تكرر تقريبا يوميا لمدة خمسة أيام، ما سبب لي الحرج أمام الوالدة، وما يجعلني أؤخر صلاة الظهر لبعض الوقت حتى أتطهر، لأنني أكمل العمل في الساعة 12 ظهرا، وأذان الظهر الساعة 12:15، أي ربع ساعة، فمتى أصل إلى البيت ومتى أتطهر؟ وأنا حائر في أمري بتأخيري في بعض الأحيان الظهر، فما هو السبب في هذه الجنابة؟ وهل الأمر نفسي؟! مع العلم أني لست متزوجا بعد بسب عدم الاستقرار في العمل.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
وإن لكثرة الجنابة علاقة بنوع الطعام وطريقة المنام، بالإضافة إلى إطلاقك لبصرك وهذا أخطر السهام، فاجتهد في مراقبة من لا يغفل ولا ينام، وتجنب التوتر الزائد والخوف من تكرار حصول الجنابة فإن ذلك له آثار، ولست أدري ما هي التغيرات التي حصلت في حياتك في الأيام الأخيرة؟ وهل هناك إكثار من الحلويات والدسم في الطعام؟ وأرجو أن تتجنب الوحدة، واشغل نفسك بالمفيد قبل أن تشغلك بما يبعد عن الله المجيد.
وماذا لو تركت النوم بعد صلاة الفجر وشغلت نفسك بالتلاوة والذكر، وشجعت أصحابك على الصيام والصلاة والذكر، واعلم أن رسولنا صلى الله عليه وسلم وجه الشباب فقال لهم:( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
وأرجو أن تكثر من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ولا تعطي الأمر أكبر من حجمه، واعلم أن هذا مخرج طبيعي لتلك المواد التي يتخلص منها الجسم، وقد يحصل ذلك للصحيح مرات في كل شهر، وقد تزداد عند من يشعل نفسه بأمر الزواج ويطلق بصره في الغاديات الرائحات، وإذا كان الأمر تكرر فقط في هذه الأيام المعدودة فإن الأمر هين.
وهذه وصيتي لكل الشباب بتقوى الله والحرص على غض البصر وحفظ الفرج؛ فإن ذلك يجلب طهارة النفس، مع ضرورة الاستفادة من الطاقات في طلب العلم النافع، وممارسة الهوايات المفيدة والبحث عن البيئات الطاهرة النظيفة، مع ضرورة المحافظة على أذكار النوم.
ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات ففيها ما يتعلق بالموضوع من الناحية الطبية (27533)(230372).
نسأل الله أن ييسر لشبابنا أمر الزواج، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
وبالله التوفيق والسداد.